زاد الاردن الاخباري -
د/زيد خضر
منذ انقلاب العسكر على الشرعية وردتهم عن الحرية في مصر ، والأمور هناك تسير من سيء إلى أسوأ بل تسير نحو المجهول .
فمن أولى إنجازات العسكر أن قتلوا المتظاهرين السلميين في مختلف ميادين مصر وأحرقوا أحرار الشعب المصري المطالبين بالشرعية في ميادين رابعة والنهضة وغيرها ،ودمر العسكر بكل شجاعة وشهامة بيوت المصريين في سيناء ، ودلجا كرداسة .. وقتلوا الرجال واعتقلوا النساء والأطفال ، وأتلفوا الممتلكات بعد أن صادروا الثمين منها ،كل ذلك تحت سمع وبصر العالم الديمقراطي المتحضر !
وأغلق الانقلابيون العسكريون وسائل الإعلام من صحف وفضائيات وغيرها لمجرد أنها معارضة لهم ، لا تسبح بحمدهم ، ولا تنطق بما يريدون ،وأصدروا القوانين والتشريعات التي تضطهد الشعب المصري وتضيق عليه في معيشته ، ويحاولون العبث بالدستور المصري الذي شهد العالم بتحضره وعدالته حتى يغيروا عقيدة وعادات ومعتقدات الشعب المصري ويحولوا مصر إلى دولة علمانية .
واليوم يصب الإنقلابيون جام غضبهم على طلاب المدارس والجامعات الذين ينادون بالحرية وعودة الشرعية ،فيعتقلون الطلبة والمدرسين من داخل مؤسساتهم التعليمية ويحاصرون المدارس ويرهبون الطلبة ،ويُدخلون الشرطة والبلطجية إلى الجامعات لضرب الطلبة السلميين .
وآخر صرعات الإنقلابيين إصدار القضاء التابع لهم أمراً بحل وحظر أنشطة كبرى الجماعات المصرية وهي جماعة الإخوان المسلمين ،وحل كل مؤسسة تنبثق عنها أو يشاركون فيها أو تتلقى دعماً منهم ، ومعنى هذا أنهم يحلون ويحظرون نشاطات الشعب المصري ،بحيث لا يبقى إلا صوتهم وإعلامهم.
وإزاء هذا الضغط وكبت الحريات ، واضطهاد المواطنين ازداد الاحتقان في مصر يوماً بعد يوم ،فقد تحمل الإخوان المسلمون وبقية الشعب المصري ما لم يتحمله أحد وصبروا صبر أيوب ، ولن يستطيع الشعب المصري أن يتحمل أكثر من ذلك .
وأخشى إن استمرت هذه التصرفات الرعناء للعسكر ومناصريهم ، أنهم سيجبرون معارضيهم من أنصار الشرعية وبقية المظلومين إلى سلوك طريق العنف ،وحينها لن يستطيع أحد إيقاف هذا التيار ، وستتحول مصر إلى دولة فاشلة كسوريا والصومال ،فيا عقلاء مصر والعالم أنقذوا مصر قبل فوات الأوان ، وحمى الله مصر وشعب مصر من كل مكروه .