زاد الاردن الاخباري -
يمر العالم العربي بفترة تحولات أثرت على الأمن الوطني في كل قُطر كما حدث في تونس وليبيا ومصر واليمن والآن سوريا واهتزاز العراق أمام موجة العنف منذ عام 2003 , أثرت على كافة الاصعدة السياسية , والاقتصادية , والأمنية .
منذ قرن تقريبا تمر الامة العربية بفترة تحديات وصراعات ومزيجا من الأزمات , والتحولات ناتجة عن أطماع دولية أجنبية , وأخطاء إدارية على مستوى الدول بسبب الاستبداد السياسي , والتمييز الاجتماعي , والفساد , والفوضى اقتصادية , وتدني مستوى التعليم وتراجع نوعه , وغياب الحوار الحقيقي , وليس العرب وحدهم من تعرض للتحديات والأطماع لكن لم يجتمع على أمةٍ همان ؛ خارجي وداخلي كما اجتمع على الامة العربية . فقدر هذه الامة تنكص الابناء واطماع الغرباء , وقدرها كذلك أن يستأثر بأغلبِ ثرواتها بعض أبناءها, وهذا أدى لبقاء التخلف لتبقى شعوبا مستهلكة تنتج ألمواد الأولية وتعود لتشتريها ,وما زال الشماغ العربي وفنجان القهوة العربية( made in ) تايوان او بكين .
القُطرية في الوطن العربية واعياد الاستقلال العربية أبعدتنا عن حلم الوحدة العربية حيث أصبح التوجه السائد للانكفاء والانطواء تحت مسمى القطر بدعوى الوطنية وتم الابتعاد عما يطمح إليه كل عربي بوجوب الوحدة العربية والاردن ليس سببا فيها لكننا جزء منها, والاردن ليس بمعزل عما يدور حوله بل هو دولة تؤثر وتتأثر بالمحيط الخارجي. كما يشكل ملف اللاجئين السوريين تحدٍ لصاحب القرار ؛ إقتصادي , واجتماعي جعل الناس تتسائل عن الثمن ومن سيدفعه.
هيبة الدولة سياج وانتقاصها إهانة . لايعني الحفاظ على هيبة الدولة منع المسيرات والمظاهرات السلمية لكن أن تتحول هذه المظاهرات لأن تنال من قدسية الدولة وهيبتها هو الممنوع لذا لابد من تقنين حق التظاهر والتعبير عن الراي . كما أن القوات المسلحة سياج الوطن وحاميه وتحتكم لأمر قيادتها فقط والأصوات النشاز التي تخرج هنا وهناك تشكك وتلمز وتقول " دماء ابنائنا ليس لها ثمن " و "دماء ابنائنا ليست للبيع " ماهي إلا أبواق سوء واجب الحوار إسكاتها .
لسنا بحاجة لادارة حوار وطني محصور ببعض البرامج وبعدد من الاشخاص بل بحاجة ملحة لمؤتمر حوار وطني يشارك فيه الجميع وتطرح فيه جميع القضايا للنقاش مشاكل الوطن كثيرة والهدف من الدعوة لمؤتمر حوار وطني للهروب من وضع العربة أمام الحصان فلست انظر للحوار من زاويتي حتى أقول لكم أن محاور الحوار هي الفساد والواسطة والمحسوبية وأثر ذلك كله , وتعزيز الشفافية والبناء على الانجازات , وقانون انتخاب عصري , وقانون احزاب كذلك , والوصول الى مساواة, وعدالة اجتماعية . بل أنظر إليه من خلالكم لأقول: أن الحوار يعني أن نفكر جميعا بصوت مرتفع وان يسمع كل منا الآخر للحؤول دون بروز نزعات إقصائية .