أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. ارتفاع تدريجي على الحرارة أثناء النهار مع بقاء الأجواء باردة نسبياً هل باتت غزة قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار على غرار لبنان؟ رئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن للحاجة وضحى المحاميد: مشروع الناقل الوطني في مرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع تنفيذه في منتصف العام2025 ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟ .. إليك المشهد كاملا النعيمات يطمئن الجماهير بعد خروجه مصاباً البيان المشترك للقمة الثلاثية الأردنية القبرصية اليونانية الرابعة في نيقوسيا أزمة سلاح وعتاد .. الوجه الآخر لقبول إسرائيل تسوية بلبنان سفيرة الأردن السابقة بواشنطن .. الآلة الإعلامية الإسرائيلية نجحت بإيصال معلومات مغلوطة برودة الطقس ترفع أسعار "دجاج النتافات" 20 قرشا للكيلو. الفايز من على طاولة أبو رمان والمعايطة : أناشد الاخوة في الخليج أن يكونوا سنداً للاردن طهبوب تمطر الحنيفات بـ 11 سؤالًا .. ! أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو) الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الوطني وحقه في البحث عن المعلومة مرسوم مفاجئ لعباس حول "شغور" منصب رئيس السلطة .. ما وراءه؟ وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب
الصفحة الرئيسية آدم و حواء عمــارة الأوهــام

عمــارة الأوهــام

05-10-2013 10:19 AM

زاد الاردن الاخباري -

أراها دائماً امامى تلك العِــمارة شامخة الأدوار ..


تقف بجبروت غريب ..

وكأنها اقتنعت أن من بداخلها لن يتخلوا عنها أبــداً!

أراها بطوابقها المتعددة ونوافذها المغلقة .. المعتمة! ..

أراها وكأنها انبعثت من العدم ..

انبعثت من كل نقطة سوداء فى القلوب! ..

وحيث أنى أستطيع التخفى والمرور من بينكم وداخلكم –


ولا تسألونى كيف ومتى -

قررت التعرف على ساكنيها ..

من يكونون؟ .. بما يفكرون؟ .. ماذا يصنعون؟ ..

ها قد دخلت من بابها الضخم ..

ها قد دخلت لأنتهى إلى ساحة يتوسطها مصعد كهربائى ...

تزّين بلافتة كبيرة تحمل كلمة تُثقل صدر من يراها

"مُعطـّــل " ..!

وعندما رأيتها علمت أن تلك الدرجات السُلَّمية ستكون الصديق صعوداً وهبوطاً ..

إن شاء القدر بالهبوط ! ..

وبدأت ...

بدأت صعوداً غير مرئى .. وما زال السؤال يداعب عقلى ..

من يكونون؟؟؟؟؟!!!!

من يكونون؟؟؟؟؟!!!!


الـــدور الأول ..


ها قد وصلت دورنا الأول وبابٌ قد أُغلق على من بداخله ..

عمــارة الأوهــام

دخلت كالإشعاع من بابه المغلق ..

لأجد ساكننا الأول جالساً أمام شاشة حاسوبه ..

وقد تركّز بصره على ما حرم ربّه .. يحدق بعينيه تارة ويغلقها تارة ..

اقتربت أكثر من رأسه اقرأ ما يدور بعقله الغائب .. وما وجدت سوى كلمات مبعثرة


تذروها هش الرياح ..

سيأتى يوماً لأتوب وأعود لربى! ..

سيأتى يوماً وأنسى كل هذا! ..

ما زلت صغيراً وموتى ليس بالقريب!
وبعد عامٍ كررت زيارتى لساكننا ..

آملاً أنه وجد يوم توبته المنتظر ..

ولكن ما وجدت ساكننا .. بعد أن

وجده يومٌ آخر .. غير مُنتظــر!


الــدور الثانى ..

استكملت صعودى على سلم ملأته الأتربة والصدأ

لأجد دورنا الثانى وبابٌ تلَّون بألوان الورود ..

عمــارة الأوهــام

نسيت غلق بابها .. وجلست فوق سريرها الوردى ..

لتقرأ كلماته والتى طالما داعبت قلبها ..
" أٌحبك أكثر من نفسى " ..

" أنتى ملاكٌ يحلق فى سماء قلبى " ..

" سأنتظر لقائك ... لا تتأخرى يا رائعة عمرى " ..

وعندها احتضنت ورقتها الصغيرة إلى قلبها ..

وأغمضت عينيها قليلاً ثم نهضت ..

وبدأت تفكر .. ما ستقول لأمها غدا لتتعلل به عند الخروج .. صباحاً!
وعندما كررت زيارتى فى العام الذى يليه .. وجدت ساكنتنا ..

وعلى نفس سريرها الوردى .. ممسكة بنفس الورقة ..

بكلمات اختلفت عن سابقتها ..

" تحتّم علىّ السفر .. وربّما .. ربّما أعود! .. "


الــدور الثالث ..


ها قد وصلت إلى بابنا الثالث .. وكالعادة .. مررت من خلاله ...

عمــارة الأوهــام

جلست فوق الأريكة وقد خط الشيب فى راسها ... تحادث صديقتها من جوالها الحديث ..

" ما شاء الله عليه .. ولدى لا يفوته فرضٌ من الفروض " .. "

ولدى مثال للأدب والأخلاق " .. " ما فى أحنُّ علىّ من ولدى" ..

وقليلٌ .. وبعد أن أغلقت هاتفَها رددت على مسامعها بصوت منكسر

" ما زال صغيراً وغداً سيكون ولدى الأفضل " ..

وقليلٌ أخرى ودخل الصغير الكبير ..

وقد أحاط كفه بعلبة سجائره ..

وأحاطت سلاسل الدنيا برقبته ..

" أمى .. أريد مالاً للخروج مع أصدقائى الليلة " ...

ولم تفكر ساكنتنا كثيراً لتخرج ما اراد وأكثر .. ناصحة له نصيحتها المعتادة ...

" لا تخبـــر .. أباك .. !"

وعامٌ مضى وكررت الزيارة .. لأجد ساكنتنا .. وفوق نفس الأريكة ..

وإلى نفس الصديقة تتحدث ..

" ولدى مظلوم " .. "

ولدى ما يعرف المخدرات " ..

" ولدى ... " .. وأكملت حديثُها ... بكاءاً!

الــدور الرابع ..

وها هو باب ساكننا الجديد ...

عمــارة الأوهــام


جلس أمام تلفازه " الفلات 29 بوصة " ..

وقد انهمرت دموعه متأثراً بما يراه أمامه فى كليب " الحلم العربى "

ولا يكاد مصدقاً عينيه! .. "أى وحشية تلك؟!" .. "أى جريمة يقترفونها؟!" ..

" تباً لهم ولمن معهم!" ..

وعندها نهض إلى اللابتوب الخاص به ..

وارتشف من " كانز البيبسى " رشفة تهدأ من روعه .. ثم انطلقت أصابعه

فى كل المنتديات أن " قاطعوهم بكل ما أوتيتم من قوة " ..

وبعد قليل عاد إلى التلفاز من جديد وقد انتهى كليب " الحلم العربى" ..

وبدأ كليب جديد " قرب نص نص " ..

واستكمل ارتشاف " كانزه المفضل " .. مع قطعة من البيتزا الساخنة ..

مع ابتسامة ارتياح أنه فعــل ما يجــب فــعله!
وبعد عام كررت الزيارة .. لأجد ساكننا يزرف الدموع زرفاً أمام كليب آخر مؤثر

" الضمير العربى " ..

لينهض من جديد يدق بعنف من جديد على أزرار لابتوبه الجديد " قاطعووووووووهم "

.. إلى أن قاطعه صوت كليبه المفضل الجديد للمطرب " الروش " الجديد ..

عاد عندها إلى تلفازه وبدأ فى ارتشاف " باقى كانزه " ..

مؤمناً فى داخله أنه سيقوم بعد الكليب مباشرة ليستكمل ...

" حملة المقاطعة ..! "


عِمــارة الأوهام ..

فكرةٌ تسللت إلى عقلى واستقرت به كثيراً ..

وحاولت أن أقدمها لكم فى صورة ومضات سريعة من حياتنا وحياة الآخرين ..

ومضات تنبيه من تلك العِمارة الخفية التى يسكنها الأغلبية ..

وهناك منهم من يسكن دوراً أو دورين أو أكثر وأكثر ..

هناك من كان ساكناً وهناك من يسكن الآن .. وهناك من هو مقدمٌ إليها ...


عرضت بعضاً من الكثير ..

وسأنتظر من بينكم من يخرج لنا بالأدوار التالية والتالية وما أكثرها ...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع