زاد الاردن الاخباري -
طالبت الجمعية الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بإعلان أربع مناطق باعتبارها "مناطق هامة بيئية"، يحظر إقامة أية مشاريع عليها باستثناء تلك التي تراعي طبيعتها الجغرافية والبيئية بما يضمن الحفاظ على ديمومتها ويمنع تعرضها لمخاطر الزوال. وتشمل تلك المناطق التي تعد الأولى من نوعها في حال اعتبارها "مهمة بيئيا" في الأردن والشرق الأوسط، حمرة ماعين وابن حماد ورحمة واليرموك. وتأتي مطالبة الجمعية ضمن مشروع الادارة المتكاملة للنظم البيئية، الذي تتولاه الجمعية، والذي يهدف إلى استدامة التنوع الحيوي والعمليات البيئية في مواجهة ما تتعرض من ضغط جراء التنمية والتغيرات الاجتماعية. وتأمل الجمعية بتطبيق هذا التوجه عن طريق تخطيط استخدامات الاراضي من خلال شبكة من المناطق المحمية وإنشاء مناطق مهمة بيئيا التي ستكون نموذجا للإدارة البيئية المتكاملة وذلك من خلال تأسيس أربع مناطق محمية تنطبق عليها المعايير العامة للمحميات الطبيعية وهي نهر اليرموك وجبل مسعودة وغور فيفا وقطر. وللتعريف بأهمية المناطق المهمة بيئيا، نظمت الجمعية الأسبوع الماضي، جولة لعدد من الصحافيين إلى منطقة حمرة ماعين، وسعت خلالها إلى توضيح الفرق بين المناطق المهمة بيئيا، وتلك التي تعد محمية طبيعية. وبحسب الجمعية، فإن المناطق المهمة بيئيا، هي مناطق محددة جغرافيا لكنها غير مشمولة ضمن شبكة المناطق المحمية، وهي أيضا ذات موروث طبيعي وثقافي مميز يتوجب للحفاظ عليها تبني نهج متكامل لدمج التنمية المحلية بالإدارة المستدامة للموارد الطبيعية فيها على أن تدار ضمن أطر تشاركية فعالة لأصحاب العلاقة، وأن تعلن ضمن خطط استعمالات الأراضي ذات الصلة. ودعت الجمعية إلى إدراج تلك المناطق ضمن قائمة تقسيمات الاراضي التي يسمح القيام داخلها بكافة نشاطات التنمية بشرط ان تكون هذه النشاطات ذات طابع بيئي مع الاخذ بعين الاعتبار موافقة المجتمعات المحلية. وخلال الجولة، قال مدير مشروع الإدارة المتكاملة للنظم البيئية في وادي الاردن الدكتور عبد القادر بن سعده إن منطقة محمية حمرة ماعين، الواقعة على الجانب الشرقي شمال البحر الميت في محيط مجمع البانوراما، تتميز بكثرة التنوع النباتي والحيواني. وأضاف ان المنطقة تمتاز بغطاء نباتي استوائي كأشجار النخيل والإثل والرتم، بالاضافة الى حيوانات الوبر النادرة والأرنب البري وطيور الحجل التي تعيش فيها. واشار الى وجود عدد من الوديان في المنطقة منها وادي مخيريس، دائم الجريان، والذي يتكون من مجموعة شلالات يصل أعلاها إلى إرتفاع 20 مترا، وتعتبر مكان استراحة لطيور الزرزور المهاجرة والعابرة حيث شوهد ما يزيد عن 20 ألف طير تتجمع كل مساء لقضاء ليلها في الوادي. وتبلغ مساحة المحمية حوالي 82 كيلومترا مربعا. ويوجد في المنطقة مواقع اثرية مهمة تعود الى العهد البيزنطي والكلاسيكي مسجلة ضمن قائمة المواقع التاريخية لدى وزارة السياحة ودائرة الاثار. ويعتبر وادي الأردن من الأجزاء الرئيسة من حفرة الانهدام حيث تعود أهميته كونه يعد جسراً بيئياً بين قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا ويدعم أعدادا متنوعة من الموائل إضافة لكونه ممراً رئيساً للطيور المهاجرة التي تعبره بالملايين سنويا.