أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة الفرنسية تعرب عن قلقها إزاء التصعيد بين إيران وإسرائيل الدنمارك تؤيد تدخلا عسكريا دوليا لفرض حل الدولتين. الرئيس الإيراني بعد الهجوم الصاروخي: هذا مجرد جزء من قدراتنا الملكية تدعو مسافريها إلى التحقق من مواعيد رحلاتهم أبو عبيدة: نبارك الردّ الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة "سنعيد 7 أكتوبر" .. غزة تحتفل بقصف إيران لإسرائيل الدويري: الهجوم الإيراني قوي وجاد ويعكس فشل إسرائيل استخباريا. وزير إسرائيلي ردا على هجوم طهران: هذه بداية نهاية النظام الإيراني فلسطيني في الضفة القتيل الوحيد لهجوم إيراني الصاروخي على إسرائيل تعليمات معدلة لتعليمات إتلاف البضائع منتهية الصلاحية أو غير المطابقة للمواصفات بايدن يأمر الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل في إسقاط صواريخ إيران الطيران الألماني يوقف الرحلات إلى الاردن إعادة فتح الأجواء الأردنية للطيران تضرر منزل أردني بعد سقوط بقايا صاروخ ايراني. سلاح الجو الاردني وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت صواريخ ومسيرات دخلت مجال الأردن للأردنيين .. ماذا تفعل في حال مشاهدة أجسام غريبة في الجو؟ الأردن: إصابتان بشظايا الصواريخ الإيرانية بالفيديو .. أردني يشعل سيجارته من صاروخ إيراني ما نعرفه عن العملية البرية الإسرائيلية في لبنان منح دراسية جامعية للاردنيين في مصر
الصفحة الرئيسية عربي و دولي كاتب إماراتي "يكشف" مستور "قطر...

كاتب إماراتي "يكشف" مستور "قطر "

01-10-2013 03:19 PM

زاد الاردن الاخباري -

رصد - تناول الكاتب الإماراتي سعيد الكتبي في مقالته التي حملت عنوان " قطر بين السخرة والمسخرة " عن تسيب دولة قطر في التعامل مع قانونن العمالة الوافدة وكيفية استغلال تلك العمالة للعمل دون أدنى شعور بالمسؤولية ودون تعاطف إنساني .

وجاء في المقال بحسب رصد "زاد الأردن" :
لا تنقطع الأخبار السيئة الواردة عن قطر هذه الأيام، ولطالما حذرها العقلاء من أن عواقب ما تمارسه من عبث ستكون وخيمة، وأن هناك فارقاً بين الجرأة السياسية والطموح المحسوب الخطوات، وبين العبث غير المسؤول الذي ستكون سلبياته أكثر مما يتخيل حكامها. وآخر الأخبار في هذا الصدد، عن "السخرة" التي حولت كأس العالم القطري إلى "مسخرة" حقيقية.

آخر "الكوارث" يتعلق بالملف الذي تصورته الدوحة نصراً تنال به المجد، فإذا به يكشف من سوءاتها ما كان أجدر به أن يُخفى، ومن العورات ما كان ستره أكرم، لو أن هناك عقولاً تعي، وأفئدة تعقل.

فقد نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، قبل أيام، أخباراً عن استغلال بشع يتعرض له العمال الوافدون الذين يهيئون "البلدة" لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2022. وقالت الصحيفة إن وثائق حصلت عليها تؤكد أنه فيما بين الرابع من يونيو والثامن من أغسطس 2013، مات أربعة وأربعون عاملاً نيبالياً، بسبب إجبارهم على أداء أعمال شاقة، وأن عشرات الآلاف يعانون انتهاكات جسيمة. حيث قال بعض العمال النيباليين إنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر، وإن جوازات سفرهم تمت مصادرتها، وإنهم لا يحملون بطاقات هوية، وهي إجراءات تهدف إلى منعهم من الهرب من ظروف العمل السيئة.

وكان طبيعياً أن تتوالى ردود الأفعال الدولية على التقرير الذي حمل عنوان "عبيد كأس العالم في قطر"، حيث حذرت "منظمة العمل الدولية" من أن قطر لا تطبق قوانين حماية العمال، وانها تخالف بذلك ميثاق "منظمة العمل الدولية" الذي وقعت عليه. وقالت المنظمة إن أكثر من أربعة آلاف عامل من نيبال يمكن أن يموتوا حتى موعد إقامة كأس العالم عام 2022، بسبب ظروف العمل غير الإنسانية

وشملت ردود الفعل كذلك "الاتحاد الدولي لكرة القدم" الذي أبدى قلقاً بالغاً تجاه ما نُشر، وقال إنه سيبحث الموضوع في اجتماعه القادم للجنة التنفيذية في 3 و4 أكتوبر بمدينة زيورخ، والذي سيناقش كأس العالم 2022. وتلا ذلك دخول منظمات لحقوق العمال، ومؤسسات وهيئات معنية بحقوق الإنسان، على خط استنكار الممارسات القطرية، ولا تزال ردود الأفعال تتوالى حتى الساعة.

وإذا أضفنا إلى هذه الأخبار الجديدة، ما تم تناقله من معلومات عن رشاوى هائلة دفعتها قطر للفوز بتنظيم كأس العالم، وتورُّط نجوم ومسؤولين كبار فيها، والمصداقية التي حظيت بها هذه الأخبار، ولا سيما في ظل الردود القطرية التي تغذي الشكوك، بل تكاد تؤكدها... إذا أضفنا هذه المعلومات لاكتملت "المسخرة" التي تحدثنا عنها.

تتسم الملفات المرتبطة بكأس العالم بأنها تلقى رد فعل كبيراً في العالم كله، وهذا ما يجعل الفضيحة "بجلاجل" كما يقال. وإذا كانت قطر تستسهل ارتكاب الكوارث، من قبيل الاحتفاظ برجال دين مخرفين يطلقون ألسنتهم بكل ما هو قبيح وقذر، دون خوف من النتائج فإن الأمر هذه المرة مختلف. إن دول الخليج في كل الأحوال، تتصرف من منطلق المسؤولية، وبرغم قدرتها على رد الأذى فهي تستند إلى رؤية أخلاقية في تحمل "الهوج" و"العبث" الصغير، تقوم على مراعاة روابط القربى وحقوق الأخوة، وتتسامح، لا ضعفاً، بل أملاً في أن يخرج الأخ الصغير من مراهقته السياسية إلى النضج في يوم قريب. لكن العالم لا يملك سعة الصدر هذه، وسوف يحاسب قطر على هذه "المسخرة" حساباً عنيفاً، وهو ما يحدث الآن.

بم ترتبط صورة قطر في العالم اليوم، انطلاقاً من ملف كأس العالم الذي يتابعه مليارات البشر؟ إنها ترتبط بالرشاوى... بالسفه... بإفساد الذمم في اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم... بسوء استغلال الثروة... باستعباد البشر... بمصادرة حقوقهم... بتعريضهم للموت المبرمج في ظل ظروف عمل غير إنسانية. وما أقبحها من صورة!

لقد طالت "المراهقة السياسية" لقطر أكثر مما ينبغي، وكنا في دول الخليج نتعامل مع الجوع المرضي إلى إثبات الدور والمكانة لدى قطر كآفة ستأخذ وقتها وتمضي، وصبرنا عليها ما وسعنا الصبر، دون أن تبدو لهذه المقامرات العبثية نهاية. وتوجه إليهم عقلاء القوم بالنصح والإرشاد مراراً وتكراراً، فأبوا إلا العناد والاستكبار والتبجح. ومثل كل المراهقين، ظنوا أنهم وحدهم من يمتلك المعرفة، وظنوا أن ما يثيرونه من صخب ومن غبار يمنحهم وزناً أكبر.

لعل الصفعات التي تتلقاها قطر الآن تعيدها إلى جادة الصواب، وتقدم لها الدرس الذي رفضت أن تتعلمه، وهو أن المكانة الدولية والإقليمية لا تُبنى عبر مقامرات صبيانية، ومراهنات غير محسوبة، بل بالعمل الجاد والمدروس على النحو الذي تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة - كمثال - في كل المجالات، والذي يُترجم في صورة احترام إقليمي ودولي يترسخ يوماً بعد يوم، ويصبح نموذجاً لتحقيق الأهداف بالدأب والصبر والعمل المؤسسي النافع، وهو ما ينعكس مردوده على صورة دول الخليج التي تصبح أبهى وأرقى أمام العالم. وبكل أسف، فإن عبث قطر يلحق بهذه الصورة، التي تعمل دول الخليج بدأب على بنائها، تشوهاتٍ وأضراراً تحتاج إلى كثير من الجهد لعلاجها.

لعل قطر تتعلم شيئاً مما مرّ، ومما سيأتي، فالفاتورة لا تزال ثقيلة، والعبث الذي مارسته قطر ستكون له ضرائبه المقبلة، وقائمة المساخر يبدو أنها ستطول. وإذا كانت قطر تخدع البسطاء والأميين في العالم العربي والإسلامي بالمخرفين ممن يدعون أنهم رجال دين، فكيف ستخدع العالم الذي ينظر الآن إلى كل ما تفعله قطر بكثير من الشك والازدراء؟

يحتاج القطريون إلى وقفة مع الذات، وإلى مرآة حقيقية غير محدبة، ليروا فيها صورتهم كما هي، ويعرفوا حجمهم على حقيقته، غير أنهم ما زالوا مخدوعين بصورة برّاقة رُسمت لهم في دهاليز اللاعبين الكبار.



سعيد الكتبي

كاتب من الإمارات





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع