من هنا ..من عمان ...حيث قادتني قدماي يوم الجمعة ...الى جبل الحسين ورغم شعوري بالإغتراب ...حين قرأت الأسماء على المحال التجاريه فلم ألم نفسي على شعورها بالإغتراب، كوني لم أعرف هل أنا اسير في بريطانيا أم النمسا أم الواق واق ...في فوضى تتحدث عنها الجدران والاسماء التي لا تعني شيئا، والأسلاك العابثه المسترخيه والتي لم أجد لها مثيلا ...في تلك اللحظات فكرت بمن درس الهندسة \"المهندسون ومن رخصوا للمباني...فوجدت \" لا هندسه \" فلم ذهب الذاهبون إلى المغتربات ولم تعبأت أوجه المخدات بدموع الأمهات ... ولم أجد ساحة ...فلم رحل الشباب إلى المهاجر ودرسوا الرياضيات وتخطيط المدن فيم أكوام الباطون وعبثيه الشكل لا توحي بفن بابلي ولا فرعوني ...ولا إفريقي
أيقظتني كركعة علبة كولا تقذفها سياره فارهة لا تدري شيئا عن أزمة المحروقات ...وقالت لي \" اصح لا تفكر ...
ولا بد من أن اشتري شيئا ليأكله الصغير ، الذي لن يمهلني ولن ينتظر العودة للسلط ...و\" سيخ الشاورما \" المكدس باللحم ، يناديه ...وهو لن يتزحزح عن مطلبه ...لمجرد تغيير الروتين \" فلقد زهق من الملوخيه والمقلوبه\" ...شاورما شاورما...
استسلمت عن غير قناعه واشتريت شاورما وإذا بالشاورما ليست كما عرفتها ...لحم أقرب للإسوداد ...قلت أحتج وانسحب لكن الصغار يبلعون ريقهم ...ومنهم من ينتظر بالسياره في يوم التغيير هذا...
جلسنا لنأكل \" في العاصمة التي تزرع القلوب \" والشرايين التاجية القلبية \"... فكانت الطاولة ممسوحة بخرقة زفرة \" مدهنه \" قلت أحتج ، أتصل بمدير صحة العاصمة الصديق ، لكنه يوم الراحة من الأعباء ...وقد يطردني واتهزأ صاحب المحل الذي يظهر أنه متدين ...فيعيد \" بأحسن الأحوال نقودي مع \" حل عنا \" ، وتنكيده ، لكن اللحمة مغطسة بكميات مذهلة من البهارات كي تخفي طعمها ...
والعامل الذي يقطع اللحم بيدين مضرجتين بدم الحيوان المذبوح ...الذي هو أي شيئ ، لكنه ليس خروفا ولا عجلا، شيئ مشحون، مخزن ، أين وكيف وكم مرة تجمد وتحلل ...الله أعلم ...!!!
ثم لأتفاجأ ببكم \" مخصص لاي شيئ سوى للأعذية محمل بلحم مكدس بالشبط ...فاليوم الجمعة ولا رقيب ولا حسيب ...ثم ليأمر المعلم كل العمال بنقل اللحم الراشح من المذبوح \" ؟ \" فصعد العمال بأقدامهم وأحذيتهم الملوثه وداسوا ، حيث اللحم وحملوه عل أكتافهم ...دون أغطيه ولا أرديه ولا وقايه ...فبدوا كمن ارتكب جريمة ...جريمه ضد المجتمع !!!
اختلط الدم بالأظافر والأيدي وللأمانة أمر المعلم بتوزيع مهمه نقل الذبيحة على كل العمال. فالذبيحه أقل من الطن أو ...الذبيحة التي رأيت تشبه البقرة واحشائهانقلت الى حيث هرم الشاورما \" معشوق الاطفال \" إختلط الدم بالمطبوخ \"\"\"وسيأكلها أخي وإبن أخي وصديقي ..والقارئ..
وغدا ستصحب الأم طفلها للطبيب وتقسم أنه كان سليما تماما ومبسوطا تماما قبل أن يأكل الدم مع السندويشه ، عداك عن الشريطة التي تمسح الطاولات كلها وتقع على الارض مرارا ...
لا يكفي يا عما ن عقد المؤتمرات الطبيه ...نريد قبلها أكلا نظيفا ...قبل أن يأتي أحدهم ويقول حادث فردي هذا الذي يحدث في مكان يرتاده الأغلبيه ...هو مهم قبل القلب المفتوح أو مثله...
د نضال شاكر العزب