لواء يعانق الريح امتداداً بسهوله والهضاب.. ينبت فيه أنات جوع وألم يخالطه الهيل أصاله , حيث السائرون فوق الأرض باحثين عن أرزاقهم .. ينبشون قبر نام تحت الثرى وفوق الأرض لحن حب ورجوع:
هناك في البيداء وفوق التلال يسكن ويغازل الملك ميشع مملكته المؤابيه في حضن ذيبان بجمالها وحبالها ومساحتها التي تلامس وتعانق أطراف شيحان الأبية بعطرها الفواح وشيحها والقيصوم .
هناك في ذيبان ذكريات مخبأه في الذاكرة وفي الزوايا و شقوق الجدران .. هناك روائح وملامح أمكنة وتاريخ وبشر .. في بطنها جواهر التاريخ وخزائن القوة وسوا ليف السمار وحفيف الأشجار .
فيها تشتعل ذاكرة المكان حيث الملك ميشع الذي أنهى قطعان اليهود من ارض المملكة المؤابيه ليصنع الانتصار على الأرض ويكتب مسلته في القرن التاسع قبل الميلاد حيث تحفظ المسلة ألآن في متحف اللوفر في باريس .
من قلب ذيبان نبدأ .. نفتح نوافذها على التاريخ بعد أن أحاطتها ظروف أبقتها داخل أسوار عالية ذات قلاع ولها أبواب لم تفتح منذ سنين وهي ذات الأبواب التي نطل منها على التاريخ..
من هناك نريد أن نبعث الحياة في المدن المنسية لتصل لأجيال لاتعرف عن ماضيها إلا بعض شيء يشبه الضبابات البعيدة ..
لواء ذيبان ولاءه بالفطرة وانتماءه يمشط سنابل القمح الخضراء النائمة فوق السهول وعلى ضفاف الوادي ..
لواء ينثر ابتسامته مابين سدين ( الواله..الموجب ) خرير مياه وصوت موسيقى وأشجار خضراء تتمايل ذات اليمين وذات الشمال عشقاً وغزلاً حيث ( خربة اسكندر ) التي تعيش على أطراف الواله لتمتاز بسورها الجميل وحضورها البهي ..
إنها ذيبان عاصمة مؤاب أو حاضرة المملكة المؤابيه التي امتدت إلى الكرك ومادبا ..
ذيبان أو ذيبون لا فرق وان اختلف التاريخ تبقى ارض لاهبة تصنع الظروف وشدة وصلابة الأرض وصحرائها تعكس على سواعد الرجال الأشداء الذين لايعرفون مساحات النفاق وهم يتطلعون إلى من يضع هذا اللواء على خارطة الاستثمار قولاً وفعلاً والمطلوب إذاً المساواة بالتاريخ الذي صنع الأحداث ..
فثمة زمناً قد رحل وثمة أسئلة تخطر بالبال.. ماذا فعلت وزارة السياحة في ذيبان الذي لاينقص أهلها الولاء والانتماء .. وماذا عساها تفعل دائرة الآثار العامة لإبراز هذا اللواء ليكون ممراً سياحياً يعود بالفائدة اقتصادياً على أهل اللواء اسوةً بغيرهم من مدن وقرى مملكتنا الحبيبة لان في هذا اللواء القابع جنوب مادبا شعب شرب العلم من بحر لا ينضب وتيمم بتراب الوطن حتى أقام الصلاة وهاجسه دائماً الله ..الوطن.. الملك..
ولان في هذا اللواء ايضاً تاريخ وحضارة وشعراء يسكبون أحاسيسهم في كؤوس الحدث وهم ذاتهم الشعراء والناس الذين ينشدون ألهجيني والعتابه فانهم يستحقون غمزه عين من أصحاب القرار إن فكر احدهم وزار .