زاد الاردن الاخباري -
حزمة اصلاحات سياسية وادارية ولا تعديلات دستورية، هذا ما حفل به خطاب أردوغان الأخير، رفع الحظر عن الحجاب في الدوائر الحكومية، حرية الأكراد في استخدام اللغة الكردية ، بالمقابل لا يوجد أي اصلاحات على القانون ضد الإرهاب حيث 60 كردي معتقلون في السجون التركية بسبب التعبير عن الرأي و10.000 سياسي أيضا من بينهم برلمانيين ورؤساء بلديات .
هل هذا أسلوب جديد لتغطية السياسة القمعية لأردوغان ؟؟ أم هو بالفعل لا يرغب أن توجه له أصابع الاتهام من قبل المعارضة الداخلية التركية في هذه الفترة التي يستعد فيها الجميع للانتخابات النيابية المقبلة في تركيا بطرحه حزمة من التعديلات الطفيفة حيث لم يشرك فيها البرلمان ؟؟
خطاب استمر مدة ساعة ونصف لم يذكر فيه حرف كردي واحد لفئة مشمولة بأغلب ما جاء في الخطاب أمر يثير الاستهجان ، ليدافع أنصار أردوغان عن هذه الحزمة بأنها جاءت لتفتح للبرلمان القادم بعض المواضيع التي تهم الشارع في تركيا للعمل عليها في الفترة المقبلة كالعمل على قانون الإرهاب والهوية الكردية وحرية ارتداء الحجاب في الدوائر الحكومية الذي لا يوجد قانون يمنعه من الأصل وفي ظل 48 مادة متفق عليها من قبل كافة الأطياف الوطنية ، للوهلة الأولى يبدو الأمر بالفعل عملية اضاءة سريعة على تلك الأمور ليقوم البرلمان القادم بتشريع الحلول لها، وان هذه الحزمة ليست موجهة للاكرد بل هي برنامج سياسي قادم لحزب العدالة والتنمية ، نعم هي إجابية بشكل عام لكن فيها الكثير والكثير من نقاط النقص الذي يسلم به الجميع ، القضية أعمق وأكثر تشعبا ، أين الحديث عن استخدام اللغة الكردية حيث يمنع الأكراد من التعلم بلغتهم ؟؟، هل يمكن الحديث عن حل دون ذكر أسماء أصحاب القضية؟؟
تحولات ديمقراطية في ظل القومية الثانية في تركيا ، الخلاف ليس فقط دستور وقانون إنها عمليات عسكرية واطلاق صراح الجنود الأكراد وتلويح دائم باستخدام الخيار العسكري وتخبط حكومة أردوغان بأنه منذ أذار وحتى الأن لم تسل نقطة دم واحدة ، كيف أترجم تحليق طائرات عسكرية بشكل مستمر ومتواصل فوق حزب العمل الكردستاني؟؟ الجواب المتوقع هو قيام الجيش بواجبه في هذا الاطار، 9 عقود من أجل الاعتراف بالأكراد ومطالبات بإعادة أسماء البلدات الكردية الى ما كانت عليه قبل انقلاب 1980 ، الإنسحاب من كردستان ليس كافي ، ومسار السلام الذي بدأ لم يتقدم منذ انطلاقه ، بتالي لا يمكن أن يكون هناك ديمقراطية بهذه الطريقة ولو قدمت 10 حزم وليس حزمة ، العمال .. الدستور ..المعتقلين .. الجمهور تجاوز ما يقوله أردوغان .
قضية في غاية الأهمية وهي الحد الأدنى للأحزاب لدخولها البرلمان والمرغوب أن يكون 5% لم تحدد ولم تحل بشكل نهائي، الجميع داخل البرلمان يبحث عن المصالحة الحزبية ورفع نسبة الحد الأدنى 10% يصب في مصلحة العدالة والتمنية ولم يقم بها حتى لا توجه أصابع الاتهام له ، تغير نسبة دخول الاحزاب يحتاج الى تشاور برلماني وما قدمه هدية للمجتمع التركي فهو يملك 60 % من المقاعد واذا ارد فرض النسبة لاستطاع ذلك في غضون أسبوع واحد وكذلك لأمر بالنسبة لقانون الارهاب فلماذا هذا التمويه ؟؟ كل هذا خوف من المعارضة الداخلية ؟؟
40 عرقية في تركيا يجب أن تقدم لهم الحقوق ويصان نص الهوية التركية في القانون التركي ، حل القضية الكردية ضمن حدود الدولة التركية بالادارة الذاتية وحق التحدث باللغة وحق المشاركة السياسية وحق الانتماء الحزبي اين هي ؟؟ دولة مستقلة ام دولة شمال كردستان ؟؟ هذا ما يخلق صراع داخل الأحزاب ويترجم خوف أردوغان في ملامسة جوهر القضية ، وتاريخ حزب العمال حينما استخدم العنف في ال 1984 حيث لم يساعد الأمر الحكومات المتعاقبة على حل المشكلة الكردية .
هذه الحزمة جاءت بعد اجتماع مسبق لقيادات حزب العمال الكردستاني وحزب السلام والديمقراطية حيث استمر 9 ساعات ، وعند إطلاق هذه الحزمة كل ما هو مطلوب رغم كل الشكوك أن تستمر المفاوضات بين أوجلان وأردوغان وأن تتقدم المفاوضات بخطوات تاريخية .. أردوغان يتمتع بأغلبية ساحقة فلا داعى للحجج والأعتذار الواهية .. فلا تبرير لها سوى أنه يرغب في تلميع صورته إبان الانتخابات المقبلة حتى وإن رفض هو هذا الاتهام الصريح ، فالمشكلة الكردية مشكلة سياسية بامتياز ولا يمكن حسمها عسكريا .
حكومة أردوغان ارتكبت أخطاء كثيرة في خلال الفترة الماضية ولم يحاسب أحد عن قتل الناس ولم يحاكم أي مسؤول .. ولم يراجع قانون الارهاب للافراج عن المعتقلين في السجون ورفع الحظر عن الحجاب في الدوائر الحكومية والعسكرية ليس استجابة لرغبات الناس .. إنما الشارع التركي بدأ بممارسة ذلك قبل سنة من الأن ومظاهر ذلك واضحة في الشارع التركي ، على أردوغان أن يتقدم في المفاوضات وأن يتحرك تحت القبة فالأمر هين وغير ذلك لا يعني سوى ضحك على الناس واستخفاف بعقولهم .
4/10/2013
سونيا الزغول
صحافية مستقلة