هذه اسمها هستيريا أمنية!!. فقد كان المسافر إلى أوروبا وأميركا يعاني كثيراً من الحصول على سمة الدخول، ويعاني أكثر في المطارات، وستكون اقامتك أسوأ، فقد كانت «فاكساتي» «للرأي» العام الماضي تضيع نصفها ولا تصل.. لأن مترجمي المراقبة في «منظمة آخيل» ليسوا معنيين بترجمة مقالاتي وتقديمها للمراقب!!. لم يكن من الضروري وضع قائمة بست عشرة دولة «إرهابية» أو «تشجيع الإرهاب» لدخول الولايات المتحدة بأمن عادي. وهو أمن يصل إلى حد الإهانة. فلا أحد سيرفض على الطائرات أو في المطارات رفع يديه أمام آلة، والمرور في باب RoyX، أو خلع حذائه، أو التطلع في آلة بصمة العين، لأنه مجبر. فالسفر لم يعد متعة، وركوب الطائرة مرعب.. تصوّر أن يقذف بك انفجار على ارتفاع 36 ألف قدم في الفراغ الكوني!!. فإذا كان الثمن هو اهانتك في المطارات، فأنت بين رجل أمن اخوث ودولة مرعوبة، وبين إرهابي مجرم يتعامل مع الموت!!. لقد ضربت كشحاً، كما يقولون، عن معالجة الرئة الثانية في المشفى الذي أعرفه في أوروبا، حتى لا أمر بطلب سمة الدخول، والتفتيش المذل في المطارات وعين «آخيل» على ما تكتب. وتنازلت عن رؤية ولدي وأحفادي الثلاثة. فمن يرد أن يراني، ومن يهمه الأب والجد فليأت إلى الأردن.. حيث المطارات الإنسانية، وحيث تأخذ سمة الدخول في دقيقة، وحيث تستمتع بالطقس الجميل، والأمن الشخصي.. والبترا والبحر الميت والشاطئ الدافئ!!. لا معنى لإهانة المسافر، وإهانة ست عشرة دولة، ووصمها بالإرهاب، أو بالتواطؤ مع الإرهاب، فالولايات المتحدة تستطيع اذلال القادم إليها فقط. أما بقية العالم.. فلا. ويكفي أن توصل سياساتها الغبية، والاجرامية العالم إلى خلق هذه الصفوف من الإرهابيين الحاقدين على أميركا وعلينا.. وعلى الحياة الإنسانية!!.