"إسرائيل" تعرض الفشل باغتيال"مشعل"

زاد الاردن الاخباري -

تساءل تقرير اسرائيلي بثت على القناة الثانية ليلة السبت فيما اذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي وصل سن البلوغ السياسي ام لا. وجاء هذا السؤال في سياق استعراض التقرير للعملية الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، في تشرين الاول 1997 في عمان.

التقرير استضاف الكثير من الشخصيات، كما استند الى عدد من المواقف والتصريحات من مشعل نفسه والعاملين معه الذين أُجريت معهم لقاءات في “الجزيرة”، إضافة الى رئيس ديوان الملك حسين آنذاك علي شكري وعدد من الاسرائيليين بينهم رئيس الموساد آنذاك داني يتوم ووزير الدفاع آنذاك اسحق مردخاي وافرايم هليفي الذي استُدعي على عجل من بروكسل لمصالحة الملك، ويوسف شحنوبر الذي ترأس لجنة التحقيق، ويوسي سريد عضو لجنة التحقيق البرلمانية، ومشكا بن – دافيد مسؤول الموساد الرفيع المستوى الذي كان مشاركا مشاركة عميقة في الاعداد والتنفيذ.

وكانت محاولة اغتيال مشعل وفق إسرائيل ردا على عمليات لحماس خريف عام 1997. وعندها أمر نتنياهو، الذي كان رئيس الوزراء، الموساد باعداد عملية تصفية لمشعل.

ووفق التقرير فان خطة نتنياهو كانت إصابة هدف في دولة أخرى – الأردن -. وكان مشعل آنذاك شخصا شبه مجهول في الشعبة السياسية من حماس في الخارج ولم تكن له صلة حقيقية بالعمليات في اسرائيل.

ووصف التقرير العملية بالمشوشة، فقد اعتقلت شرطة الاردن فريق الموساد المكلف بالعملية. ثم اضطرت حكومة الاحتلال بأن تدفع أثمانا لم تكن قد دفعتها حتى ذلك الحين، وهي الاعتراف بمسؤوليتها واعطاء الاردنيين مضاد السُم الذي أنقذ حياة مشعل والافراج عن الشيخ ياسين – أبو الارهاب الحماسي، والقيام بسلسلة اعمال اخرى يائسة لمصالحة الملك حسين.

واعترف التقرير بأن هذه القضية مهمة ومشحونة بالتفاصيل السرية الآسرة، لكنها بنظرة الى الوراء ليست القضية الأهم. وكانت إختلالات كثيرة في التنفيذ.

وتساءل التقرير عن العقل الذي اقنع نتنياهو بفكرة تنفيذ العملية في الاردن خاصة بعد التوقيع على معاهدة السلام بثلاث سنوات فقط، حينما كانت العلاقات في وضع حساس جدا وكانت الثقة الشخصية لها دور مركزي فيها.

يبدو أن الولايات المتحدة ومصر والاردن هي الدول الثلاث التي لا يأمر رئيس وزراء حكيم بتنفيذ عمليات اغتيال فيها. هكذا هي الحال اليوم وكانت أكثر من ذلك في فترة حياة الملك حسين.

إن السؤال المقلق حقا – والقول للتقرير - هو لماذا أصغى نتنياهو الى من نصحه بتنفيذ العملية.

ويعترف التقرير بوجود تشويش في الاجابة على السؤال السابق، خاصة وان لجان التحقيق حصرت عملها في الجانب العملياتي ومثلها نحن الصحفيين. فقد كان الجانب العملياتي أكثر إثارة.

وأشار التقرير الى ان جميع المشاركين في تلك القضية موجودون اليوم خارج الجهاز، بل وإن بعضهم توفي بينما اعتزل أكثرهم طوعا أو قسرا إلا واحدا هو نتنياهو.

وتساءل التقرير فيما اذا استخلصت إسرائيل درسها من العملية الفاشلة؟ واجاب: نعم، فبعد أن فتح نفق حائط المبكى الذي وصفه التقرير بالقرار المتعجل الثاني، تعلم نتنياهو كيف يكون حذرا من الماء الفاتر. على حد وصفه

وقال: لقد تميزت رئاسة نتنياهو اللاحقة بأكبر قدر من ضبط النفس في كل ما يتعلق بعمليات مخطط لها للجيش الاسرائيلي أو “الشباك” أو الموساد.

وختم التقرير بالقول: لقد تعلم نتنياهو أن يكون نعجة بلغة خطابة ذئب، متسائلا فيما اذا كان قد وصل "سن البلوغ"؟.