كنت في زيارة الى خوالي وانا صغير ، وكان أكثر شيء يفرحني في تلك الايام هو صوت جدتي رحمها الله عندما كانت تنادي بصوتها المبحوح لتناول الإفطار ، والمميز في الامر ليس الإفطار بحد ذاته انما كاسة الشاي بحليب الغنم مع الزعتر مع بداية إشراق الشمس ، وفي الليل كنا ننام على سطح البيت ، وكنا نتسامر بالتعليلة ونتذكر القصص التي كنا نسمعها من اجدادنا ( خاصة تلك التي كانت مخيفة ) ومن ضمن التعليلة تطرق ابن خالي الى فتاة ماتت وهي نائمة على سطح البيت ، حيث وجدوها في الصباح ميتة وفي رأسها رصاصة ، مما كان بنا ان تطرقنا الخوف واستيقظنا ونحن نفكر بها وبحالنا ،
والذي جعلني أتطرق لهذا الأمر حادثتان احدهما معنا والآخر مع طفلة صغيرة وآخر صغير ، حيث ذكرت الصحف قبل فترة أصيب طفل يبلغ من العمر 8 أعوام بعيار ناري خاطئ اطلقه مواطن باتجاه آخر في ضاحية الحاج حسن جنوبي شرقي عمان ، وايضا الطفلة الصغيرة التي لم تكمل السنتين من عمرها حيث برصاصة من مجهول أدت الى وفاتها سريريا .... وكثيرة هي الحوادث التي تحصل ...
والذي دعاني للكاتبة هو انني كنت مع الوالد عائدا من منطقة جرش مرورا ببيرين حتى توقفنا عند إشارات مرور في شفا بدران ، فما كان الا وهذا الصوت المدوي تعم أصداؤه حولين تلك الطريق ... حيث ظننت في بداية الامر انها حجر كبيرة جدا سقطت على سقف السيارة ومن حولي من السيارات احست بهذا الصوت المدوي العالي ، ولكنها لم تكن حجرا بل كانت رصاصة طائشة سقطت على سقف السيارة ، والحمدالله ان السيارة كانت من النوع الثقيل حيث تحملت تلك الرصاصة التي قيدت ضد مجهول لم يعرف قط من هو !!
ولو نظرنا الى هذه الحوادث لوجدناها كثيرة جدا ، مع انني اعلم ان حفلات الزفاف يكون فيها الكثير من اطلاق الاعيرة النارية بهجة وسرورا بهذا الزواج ، ولكن الم يأن الأوان لكي نعلم ان الفرح قد يقلب في لحظة الى طرح ... كم من فرحة لم تكتمل ... لذلك لا بدّ ان نجد حلاً جذرية لهذه الظاهرة التي تسبب الأذى للكثيرين ... وذلك يكون بأقل الخسائر على اقل تقدير باستعمال رصاصات صوت فقط وليس رصاصات حية تقلب الفرح الى طرح ... والافضل ان لا يكون هذا ولا ذاك .... فالإنسان اغلى ما نملك في وطننا الاردن ..
فهذه دعوة مني لنكون يدا واحدة في تثقيف المجتمع وبيان اثر هذه الظاهرة التي انتشرت في كل مكان ، وان تمنع كما منعت ظاهرة الالعاب النارية التي كان قرارا جميلا بمنعها والتي كان صوتها يسبب ازعاجا كبيرة لمعظم الناس خاصة اذا كانت في اوقات متأخرة جدا …
الشيخ محمد عايد الهدبان
Malhadn2000@yahoo.com