إن نجاح المؤسسات وألانظمة أو فشلها في اي دولة في العالم مرتبط ارتباطا مباشرا بوجود العدل والمساواة وسيادة القانون وتطبيقه ليحكم الجميع دون تمييز أو تفر قة فأذا ساد القانون وحكم بالعدل بين الناس كما امر الله عندها تكون المخرجات والنتائج محمودة وهي التفاهم والتوافق وألالفة والمحبة بين الناس والابداع وحب العمل مع اعضاء المؤسسة الواحدة والفريق الواحد والوطن الواحد وألامة الواحدة وهذا الشيء ينطبق على كل ما دب على الارض وخلق الله من أفراد وجماعات ودول ومؤسسات . لأن هذا يأتي مع الفطرة الربانية التي فطر الله الناس عليها ولا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لا يتعارض مع الطبيعة و نواميس الكون وقوانينه التي وضعها الله وأمر بها عبادة للعمل بها وجعلها عبادة يؤجر عليها الانسان بجنات الله ومغفرته .
وقد قال الله تعالى( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )
و تطبيق القانون يجب أن يشمل الجميع دون تفرقة أو تمييز ودون ظلم لأحد سواء منهم الرئيس أو المرؤوس أو الحاكم أو المحكوم . حتى يتذوق ألجميع طعم وحلاوة العدل والمساواة والرحمة التي ولدت من رحم ألاديان السماوية والعقائد الربانيةكلها دون استثناء ..وبغير ذلك ستنتشر الفوضى وتحكم الناس شريعة الغاب وينتشر الظلم والاستبداد ويكثر الظالمون ليكون الظلم عادة وسلوك يومي ويكون الجهل هو الحكم بين الناس ويكون الجاهلون واللصوص هما السادة والقادة وتتحول المؤسسة الى مؤسسة هشة و ضعيفة مترهلة تأكلها الديدان الموجودة في كل مكان و يكون مثلها مثل البيت الخرب المتساقط الذي يقع على رأس أهله ومثلها مثل باب من الخشب الهش الذي ينخر به السوس حتى يقضي عليه وهكذا بنفس هذه الطريقة تسقط الدول وتسقط المؤسسات والعمل المؤسسي في أي دولة في العالم مثل تساقط اوراق الشجر الصفراء في فصل الخريف . وهذا الشيء ينطبق نفسه على أنظمة الدول وعلى الافراد... وألاسر... والجماعات لأنها خالفت الفطرة ولأنها خالفت نواميس ألكون وقوانين الله التي أنزلها على جميع الانبياء والمرسلين لتحكم العالم بعدل وإنصاف ليعيشوا بأمان وبدونها يحدث الخلل والخراب الذي يجب إصلاحه وإلا ظلت الفوضى تسيطر وشريعة الغاب هي التي تحكم العالم كله .
ولنتذكر قوله تعالى ("ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"الانفال/46)