عبر مقال تم نشره الأسبوع الفائت على صفحات بعض المواقع الالكترونية تحت عنوان \" من أجل ذلك .. أعد الضريبة يادولة الرئيس \" ..!!
مع علمي ومعرفتي الأكيدة أن هناك سيكون العديد من ردود الأفعال الجارحة والساخطة على شخصي أو على عنوان المقال ، إلاّ إنني آثرت الخوض في هذا الجدال ، وذلك من باب \" الاستبيان \" فيما يدور بخلد المواطن ، ولست هنا بصدد التوضيح أو الدفاع عن فكرة المقال ، فعلى العكس من ذلك ، الفكرة في الأصل \" إعادة الضريبة \"مدانة من داخلي مسبقاً وقبل نشر المقال أو كتابتي له ، لأنني مؤمن إيمان مطلق بإزالة الحدود بكافة أشكالها بين الدول العربية وخاصة دول الجوار وليس ضريبة المغادرة فحسب ، وخاصة مع الشقيقة سوريا ، كون أن هناك العديد من الخصائص المشتركة بين الشعبين الأردني والسوري ، وما تم تفصيله عبر أسطر المقال لم يكن سوى أداة تحريك لما يجول في دواخلنا من ألم وقهر وإخراجها من الداخل \" المكنون \" إلى الخارج \" الظاهر \" حتى توضح الصورة التي وصل إليها المواطن الأردني من تحسر على ما أصاب شعورنا كمواطنين من يأس وإحباط ، وفقد الصواب منا ، وبتنا نأكل بعضنا بعضاً دون تمييز هذا أخي وذاك ابن أخي .. !!
مقالي المعنون \" من أجل ذلك .. أعد الضريبة يادولة الرئيس \" ..!! لم يكن سوى رسالة واضحة للحكومة الموقرة ، كان الهدف منها هو تسليط الضوء على التجاهل الرسمي تجاه خاصرة الأردن \" إقليم الشمال \" بشكل عام ، ووضع الإصبع على الجرح الذي أصاب القطاع السياحي والاقتصادي في الشمال ، والجرح النازف لرئتي السياحة فيه \" الحمتين \" الأردنية \" المخيبة \" وحمة الشونة الشمالية أبدأً لن يلتئم ، بعد أن فقدتا لأدنى مقومات السياحة الداخلية فيهما ، التي تعتبر النواة الأولى لانتعاشهما وإعادة الروح إليهما بعد انقطاع طال كثيراً واهتمام معدوم .. !!
أما الجانب التاريخي والذي يتمثل في المواقع الأثرية وأهميتها السياحية ، فلا زالت في حالة \" تدمير \" وليس \" ترميم \" وغابت في سباتها الطويل الأجل ، لن تفيق منه إلاّ حين جمود الفكر السياحي و الاقتصادي الرسمي نحو \" الوسط الأردني \" كعمان ومأدبا والمغطس والبحر الميت ، و \" الجنوب الأردني \" كالبتراء والعقبة ووادي رم ..!!
نحن لا ننكر على هذه الأماكن أهميتها محلياً وعالمياً ، بل على العكس نفتخر بها كثيراً ، ولكن التركيز عليها وحدها بهذه الصورة سيعمل على \" استنزافها \" لأن البدائل المكملة لها التي من شأنها المساهمة في استدامتها موجودة ، لكنها غير مؤهلة بسبب التقصير والإهمال الرسمي في إعادة الحياة لها ، فالحضارات التي وطأت ثرى الأردن عديدة ومتفاوتة الثقافات ، بالتالي هي عبارة عن صفحات تاريخية لموسوعة واحدة تتحدث عن مجموعة من الحضارات ، وثقافات تاريخية متعددة سميّت \" بموسوعة تاريخ الأردن \" ، فكل صفحة منها تتحدث عن باب وفصل يختلف بقيمته الحضارية والتاريخية عن الأخر .. والشمال الأردني له فصل من هذه الموسوعة يجب عدم القفز عنها ..!!
إن ردود الأفعال التي صرخت بملئ غضبها على عنوان المقال ، وأفرجت عن مكنونها المكبوت وقالت لا للعودة إلى مزيد من الضرائب التي لم تكتفي بحصد رواتبنا ودخلنا فحسب ، بل ذهبت إلى أكثر من ذلك ، فمياه شربنا أصبحت بقوارير لا يمكن الاستغناء عنها ، ولقمة خبزنا لم تسلم من ذلك ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية أيضاً دخلت \" موسوعة غينيتس \" ، وأحوالنا الصحية أبت أن تتجاوز أية نوع من الأدوية التي تحتل رفوف مستودعات الأدوية دون أن نخضع \" كفئران تجارب \" لتجربتها .. ورفاهيتنا \" والتنفيس عن قهرنا \" أصبح من الكماليات ، لكنها ليست كتلك الكماليات التي كنت أنتقدها عبر مقالي المشار إليه أعلاه بصورة \" ساخرة \" من حيث الأهمية والأولويات الحياتية ..!!
الشمال الأردني يا سيدي الرئيس \" للعلم \" يتمتع بكافة المقومات التي من الممكن أن تكوّن نوع خاص متكامل من السياحة والاستجمام .. فالمناطق الهامشية \" الطبيعة الكونية \" تحتل النسبة العظمى من أراضي إقليم الشمال ، والمواقع الدينية والتاريخية والأثرية والعلاجية تزخر بها أرجاءه ، وتستجدي دولتكم لتعيدوا لها الحياة من جديد ، ونذكركم وإياها أن لنا فصلاً مهماً أيضاً من فصول الموسوعة نرجوا دولتكم عدم التجاوز عنه ..!! م . سالم أحمد عكور akoursalem@yahoo.com