اهدى انشطار الحركة الاسلامية قبل قليل موقع نقيب الصيادلة الى تحالف التيار القومي واليساري ، الى السيد محمد العبابنة الذي فاز على مرشحين اسلاميين ، وكانت الحركة الاسلامية قد اصرت تحت مطالب كثيرة من المعتدلين فيها لسحب المرشح قليل الحظ السيد محمد البزور ، دون ادنى استجابة ، دعت اخر المطاف الى بروز تيار اسلامي متجدد اقرب الى ما يسمى بحمائم الاخوان ورشح تحت لوائه السيد محمد ابو عصب ، سقط هو و المرشح البزور والاخير المرشح الرسمي للاخوان لم يشارك في اي انتخابات سابقة للنقابة ، وهو شخصية مغمورة اصرت الحركة الاسلامية على الزج بها في الانتخابات فقط لانه كان ذات برلمان سابق عضو فيه ، زجت به الحركة الاسلامية على غرار ما يحصل بمزيد من التصعيد فيما عرف بتيار الصقور..!
فاز المرشح القومي محمد العبابنة وهو مرشح عتيد لم يغب عن عضوية المجلس على مدار سنوات طويلة ، وتخطى حاجز الالف صوت متقدما باكثر من 200 صوتا عن المرشح الرسمي للاخوان المسلمين محمد البزور الذي بدوره تقدم بمثلها عن وصيفه الاسلامي المستقل محمد ابو عصب ، وصحيح ان فكرة الانشطار هذه كانت العامل الاكبر وراء افول التيار الاسلامي عن قبادة نقابة الصيادلة سابقا ، فالحال ليس بغريب عن اخر انتخابات جرت قبل سنتين عندما رشحت الحركة الاسلامية فضل نيروخ وخسر بعدد محدود من الاصوات بفعل اقناع بعض التيارات الاخرى لاحد رموز الاخوان المسلمين وموظف المستشفى الاسلامي حماد الشريدة بشق صف الاخوان والذي ادى الى خروج النقيب السابق طاهر الشخشير ، لكن الصورة كانت مختلفة اكثر ، فالمرشح محمد ابو عصب الذي قطع الطريق على المرشح الرسمي للاخوان اليوم حصل على عدد زاد عن 600 صوت وهو عدد ضخم اذا ما قيس بحسابات التكتلات المعهودة في النقابات فهو لا يمثل لا القائمة البيضاء ولا الخضراء وظل يسابقها الى الفوز ، فيما كان خروج الاخواني السابق حماد الشريدة لقطع الطريق على زميله فضل نيروخ مجرد ، تفويت فرصة لا غير فالشريدة في الانتخابات السابقة حصل على عدد محدود من الاصوات لم تكن تضغه على سلم التنافس بالمطلق ..!
حاولت الحركة الاسلامية في هذه الانتخابات ان تحشد كل طاقاتها لانجاح السيد محمد البزور ، ليس اقلها قبول شخصية نقابية عريقة مثل احمد عيسى عضو المجلس على مدار ربع قرن ومرشح سابق لمنصب النقيب ان يكون عضوا في قائمة مرشح النقيب المغمور ، فعلت الحركة الاسلامية ذلك وحاولت بكافة وسائلها شحذ الهمم للعودة الى منصب النقيب حيث حالت ، ما كنا توقعناها مسبقا ، شخصية مرشح النقيب من الحصول على اكثر مما حصل عليه ، في الوقت الذي تشتت فيه اصوات الاخوان انفسهم بين المرشحيين البزور وابو عصب ، ومن الطبيعي ايضا ان تكون اصوات المؤيدين للتيار الاسلامي قد تشتت كذلك ..!
كانت الحركة الاسلامية تمتلك خيارات منطقية لكسب موقع النقيب اصرت على استبعادها ، ورفضت كل الوساطات بسحب مرشحها الاول محمد البزور ،كانت تمتلك خيارات واضحة ، المرشح المفترض للتيار الاسلامي فضل نيروخ كان من الممكن ان يشكل ورقة قوية للتيار الاسلامي كنقيب سابق وعضو عتيد في النقابة ، لكن رأت الفئة المهيمنة على الاخوان استبعاده من الانتخابات الداخلية ، وكانت الحركة الاسلامية تمتلك خيارات اخرى اذ اصرت على شخوصها الداخلية مثل طلال البو ايضا العضو العتيد في مجلس النقابة والذي نافس ذات يوم بقوة على موقع النقيب ، فيما يظل دائما الخيار بيد الحركة الاسلامية عندما ترغب بالابقاء اسميا على حضورها بموقع النقيب ان ترشح شخص غير اسلامي تحت القائمة الاسلامية كما حصل مع النقيب الاسبق عبدالرحيم عيسى الذي ترشح لعدة دورات وهو غير اسلامي متصدرا القائمة الاسلامية ورغم ترشحه اخر مرة على القائمة المنافسة لكنه على الاتجاه الاسلامي والاتجاه النقيض لم يخسر بكل الاحوال..!
يرى بعض المعتدلين في الحركة الاسلامية من ان ترشيح السيد محمد البزور لم يكن قطبا متشددا او قرارا على غرار ما حصل داخل جبهة العمل الاسلامي والاخوان المسلمين ، و كان قرارا حياديا بسبب وجود تكتلين اسلاميين داخل التيار الاسلامي ، التيار الاول الذي يتزعمه النقيب السابق فضل نيروخ وخالد فطافطة واخرون ، فيما التيار الاخر يتزعمه رئيس التيار الاسلامي النائب السابق ابراهيم عرعراوي واحمد عيسى وربما زياد ابو الحمص واخرون ، ربما كان المرشح لمنصب النقيب اليوم احدهم ايضا ، وجمبعهم في العقد السادس او اكثر من العمر، وكانت تصريحات نسبت للعرعاوي ساهمت في مزيد من تشرذم الكتلة الاسلامية وعزوف الكثيرين من انصارها عن الانتخابات او على اقل تقدير وجدوا انفسهم في المرشح الاسلامي الاخر ،حيث تدل عدد الاصوات التي حصل عليها ابو عصب ، على ان ثمة تيار حقيقي اخر داخل التيار الاسلامي نفسه ..!
باختصار خسرت الحركة الاسلامية وصقورها الذين قادوها الى التزمت بقراراتها الى خسارة جديدة في مجمع النقابات المهنية ، خسروا ( بالتزكية !) بعد ان قرروا ان يمنحوا مركز النقيب للتيار القومي على طبق ، لا اقل من ان يقال انه طبق بالاهداء..!