زاد الاردن الاخباري -
اعترفت الثلاثينية سهاد المتزوجة منذ احد عشر عاما انها نادمة على زواجها من رجل يكبرها في العمر وعللت سبب ارتباطها برجل يكبرها بعشرين عاما على انه كان بدافع الخلاص من زوجة اخيها لا سيما انها يتيمة الوالدين. واستطردت سهاد انها وجدت في زوجها انذاك فرصة ذهبية للخلاص من قهر كانت تعيشه ليل نهار.
واليوم سهاد تبلغ من العمر ثلاثين عاما فيما يبلغ زوجها 59 عاما وهو ما اوجد بين الطرفين فجوة تتمثل باختلاف الطباع والاهواء ايضا ووجود نوع من عدم الاستقرار العاطفي والنفسي لدى احد الطرفين على اقل تقدير،،.
حياة الرجال أطول مع زوجة أصغر سناً
جمع رأسين بالحلال هو من الامور التي تخضع لاعتبارات اجتماعية عديدة وعلى الأغلب فان كل حالة زواج تختلف عن الاخرى.
وبعيدا عن الدراسة والاسرة والأصل والفصل والطول ولون البشرة والعيون مثار نقاشنا اليوم هو العمر والفارق العمري بين الزوجين.
فقبل أيام نشرت وسائل الاعلام المختلفة دراسة اثارت حفيظة النساء ولا نبالغ ان قلنا انها نالت رضا الرجال.. الدراسة التي نشرتها الديلي تلغراف البريطانية نقلت عن زفين دريفاهل ، عالم الاجتماع في معهد ماكس بلانك للأبحاث الديموغرافية في مدينة روستوك في ألمانيا أن حياة النساء اللواتي يتزوجن رجالاً أصغر منهن سناً أقصر ، في حين ان الرجال الذين يتزوجون نساء أصغر ، يعيشون فترة أطول بشكل عام.
وقال الباحث الألماني ان زواج المرأة برجل يصغرها 7 سنوات يزيد من احتمالات موتها المبكر بحوالي 20 في المئة.
وأضاف انه كلما كان فارق العمر أكبر ، كانت حياة المرأة أقصر ، مشددا على أن الخيار الأفضل هو أن تتزوج المرأة رجلاً في عمرها.
وأشار الباحث في دراسته التي شملت مليوني زوج في الدنمارك إلى أن خطر وفاة رجل متزوج بامرأة تصغره ما بين 7 و9 سنوات ، يتقلص بـ11 في المئة بالمقارنة مع الزوجين من العمر ذاته. واوصت الدراسة بتقارب عمري الزوجة والزوج ، كأفضل خيار "صحي" للزواج.
وفي محاولة لتفسير أسباب ذلك ، قال سفين دريفاهل ، من "معهد ماكس بلانك للبحوث الديموغرافية" في روستوك بألمانيا: "واحد من التفسيرات الممكنة هو أن الزواج من رجل أصغر سناً ينتهك الأعراف الاجتماعية وبالتالي يعاني من عقوبات اجتماعية".
سرحان: لا نص شرعيا في مسألة العمر
مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية قال بأن الهدف من الزواج هو تحقيق السكن والطمأنينة كما قال الله تعالى: "وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مًّنْ أَنفُسًكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مًّنْ أَزْوَاجًكُم بَنًينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مًّنَ الطَّيًّبَاتً أَفَبًالْبَاطًلً يُؤْمًنُونَ وَبًنًعْمَتً اللّهً هُمْ يَكْفُرُونَ". (72) سورة النحل.
وبهذا يكون كل ما يساعد على تحقيق هذه الأهداف مطلوب ، ومنها موضوع عمر الزوجين ، وهي مسألة ليس فيها نص شرعي بمعنى أن يكون الزوجان متقاربين في العمر ، أو أن تكون الزوجة أكبر من الزوج أو العكس.
وأضاف سرحان "وغالبا يعود للأشخاص حرية الاختيار واتخاذ القرار خصوصاً مع تزايد متوسط العمر عند الزواج الأول بالنسبة للشباب والفتيات حيث أن متوسط العمر لزواج الذكور هو (29,5) عام وللإناث (26,5) عام" ، مشيرا الى انه لا بد من التأكيد على أن التقارب العمري بين الزوجين في غالب الأحيان يساعد في التقارب الفكري والقدرة على تلبية احتياجات كل من الطرفين العاطفية والجنسية.
وحتى لا يكون الفارق في العمر بين الزوجين عاملاً سلبياً في الحياة الزوجية قال سرحان "يفضل أن لا يزيد عن عشرة أعوام إلى خمسة عشر عاماً على الاكثر" ، مضيفا "وهذا لا يعني أن هذه قاعدة ثابتة ، فالواقع يشير إلى وجود زيجات ناجحة يكون فارق العمر بين الزوجين أكبر من ذلك ، خصوصاً إذا كانت الزوجة هي التي تصغر الزوج".
وحذر سرحان من أن "الزواج يجب أن لا يرتبط بالمصالح المادية كالطمع في مال الزوج الأكبر سناً ، أو الزوجة إذا كانت أكبر سناً من الرجل ، لأن مثل هذا الزواج يقوم على المصلحة المادية وهو وإن استمر لا يحقق الأهداف المرجوة منه ، إذ أنه ربما ينتهي إذا ما تغير الوضع المالي لأحد الزوجين".
وذكر سرحان في معرض حديثه "أن عمر الشخص ليس هو العامل الوحيد للحكم عليه وعلى قدرته على القيام بواجباته الزوجية والأسرية ، بل هناك عوامل أخرى كالصحة والخلو من الأمراض المزمنة ودرجة الوعي والثقافة والقدرة على التعامل مع الطرف الآخر إضافة إلى فهم نفسية وتلبية احتياجاته المختلفة وإسعاده ، وحتى الإنجاب فقد يكون للرجل القدرة على الإنجاب في سن متقدمة" ، مشيرا الى ان هذا لا يعني بحال من الأحوال تشجيع الزواج بفارق عمري كبير بين الزوجين ، بل إعطاء المجال للأشخاص لاتخاذ القرار المناسب.
وزاد ان "مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد قد تنبه لهذا الموضوع حيث أشار في المادة (11) منه إلى أنه "يمنع إجراء العقد على امرأة إذا كان خاطبها يكبرها بأكثر من عشرين عاماً إلا بعد أن يتحقق القاضي من رضاها واختيارها".
يذكر ان دراسة سابقة شملت ما يقرب من 34500 شخص في 15 بلدا بينت أن المتزوجين أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق وإساءة استعمال المواد المخدرة.
الدستور - رنا حداد