كلمة محروم منها الكثير من الناس
كلمة عظيمة عميقة بمعناها تكررت في كل سور القران فملئته نورا وضياءا وبرهانا وهي اسم من اسماء الله وهي سورة من سور القران محروم منها الكثير الكثير من الناس كلمة عندما نسمعها تشد القلب ويهتز لها البدن وتهيج لها الجوارح والمشاعر كلمة معناها عميق وعظيم ولو عرفها الناس جيدا لعظوا عليها بالنواجذ و لتذوقوا طعم الحياة وحلوها وقيمتها بحق وعاشوا وماتوا براحة بال وطمأنينة نفس ولكن الكثير محروم منها و من نورها حتى أنهم لا يستطيعوا الوصول اليها لأنهم كألمغشي على وجهه والمغلق على قلبه لا يستطيع الوصول اليها
والرحمةليست مجرد عاطفة عارضة أو شفقة وقتية مرتبطة بموقف معين وإنما هي بطبيعتها ينبغي أن تكون خلقا ثابتا ومتأصلا في النفس الأنسانية وشاملا لكل قيم السلوك الفاضل في التعامل مع البشر ومع كل الكائنات الأخري في هذا الوجود من نبات وحيوان وجماد وأنسان
ومن هنا كانت الرحمة هي الهدف الأسمي والغاية العظمي للرسالة الإسلامية كما جاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله
لنبيه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ( الأنبياء 107)وتأكيدا لذلك وترسيخا لهذه القيمة العظيمة في النفوس تكررمفهوم الرحمة مئات المرات في القرآن الكريم وفي الأحاديث
النبوية وفي أول كل سورة من سور القرآن الكريم وفضلا عن ذلك فإن كل عمل يبدؤه المسلم يفتتحه في العادة بالقول " بسم الله الرحمن الرحيم " وهذا بالتأكيد من شأنه أن يجعل قيمةالرحمة حاضره بأستمرار في وعي الناس حتي يكون التعامل فيما بينهم قائما علي هذا الأساس فالله هو الرحمن الرحيم ورحمته وسعت كل شيء والله يحب من عباده أن يكونوا علي
صفته وأن يتخلقوا بأخلاقه وما دامت الرحمة من أبرز صفاته فينبغي أن يكونوا رحماء فيما بينهم ولكننا للأسف الشديد نفتقد هذه القيمة العظيمة في كثير من تعاملاتنا اليومية فالقسوة قد حلت محل الرحمة في كثير من علاقات الناس اليومية وتعاملاتهم الحياتية والأمثلة علي ذلك كثيرة : فهناك الأب الذي
يقسو علي أبنائه والأولاد الذين يقسون علي آبائهم ويتنكرون لكل ما قدموه لهم والزوج الذي يقسوعلي زوجته والزوجة التي تقسو علي زوجها والرئيس في العمل الذي يقسو علي مرءوسيه والموظف الذي يقسو علي المواطنين وقد شبه الله قلوب هؤلاء الذين قست قلوبهم ونزعت منها الرحمة بأنها
كالحجارة أو أشد قسوة " البقرة 74 وهذه ظواهر غريبة علي"مجتمعنا المعروف بالأعتدال علي مدي تاريخه الطويل فتقاليده الدينية منذ التاريخ القديم تنطلق من قيم التسامح والمحبةوالرحمة ومن هنا نفهم لماذا كا ن تركيز الإسلام علي هذه القيمة بالذات أكثر من تركيزه علي أي قيمة أخري لأنها المفهوم الجامع لكل قيم الحق والخير في هذا الوجود ومن أجل ذلك أكد
عليها النبي تأكيدا واضحا في العديد من الأحاديث النبوية ومن ذلك قوله ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماءرواه الترمذي وقوله الراحمون يرحمهم الرحمن رواه الأمام أحمد في مسنده كما أكد في الوقت نفسه علي التمسك بهذا الخلق في التعامل مع الحيوان في قوله اتقوا الله في
هذه البهائم العجماوات " رواه أبو داود لأنها لا تستطيع أن تفصح عما في نفسها أو تعبر عما تشعر به والرحمة هي الخلق الذي يمثل سياجا منيعا لحماية الحياة في شتي صورها من مختلف الأخطار