أبومحمد القوقازي , شهيداً في سوريا
من قلم المجاهد السنجقي : ميرزا غانيتش
ترجمة : عباس عواد موسى
يا شهييييييييييييييييييييد , يا شهييييييييييييييييييد .. أيها المنادى , يا أبا محمد القوقازي . ستظل ذكراك في ذهني وسيبقى محياك ماثلاً أمامي . كان الوقت ليلاً , وقد فهمت النداء خطئاً . كنا في منعطفٍ خطير .
عاصفة كانت تلك الليلة الحالكة إلا من ضوء ينبثق من فوهات المدافع على الأرض والطائرات في السماء . وكانت عمليتنا مقررة من قبل .. وأنت البديل العنيد , لا تقبل بالتخاذل ولا التراجع يعرف إليك سبيلا .
فركضنا سوياً نواجه العدو بتكبيراتنا المدوية . ما همَّنا سلاحه ودباباته وطائراته , فالجهاد سبيلنا مع الشعب السوري النبيل . هنالك الرحيل عن الدنيا . وهناك لقائك الحسن مع ربك ... يا ألله , يا ألله . هؤلاء المجاهدون يسمعون الأمير وينفذون أوامره ويتسابقون لنيل الشهادة , يتدافعون كما الحجيج في مكة .. رحماك ربي , ننتظر نصرك الذي وعدت عبادك المؤمنين به .
ركبنا الناقلة واتجهنا بها لنتوقف على بعد كيلو متر واحد من المكان الهدف . رحماك ربي .. رحماك ربي . عدنا قليلاً , كنا نبتسم مع قوقازيين إثنين آخرين , والتقينا ( أبو الشهيد ) فما كان قد استشهد بعد .
حنيت رأسي , حزنت .. وأنا أحتضن أخانا ( أبو عبيدة ) . وإلى جانبه كان ( أبو محمد ) . لا وقت لدينا , قلت لأبي محمد : غداً سننال الشهادة بإذن الله فأجابني يرتعش فرِحاً : إنشاءالله , إنشاءالله .
في تمام الساعة الخامسة إلا ربع فجراً . إستيقظت على صوته يقول : وداعاً أيتها الدنيا الخادعة . كان عليّ أن أذهب للقاء الأمير والوقت لا يزال معتماً .. فيما صوتٌ دبّ في أذني والناقلة تنفجر ... يا شهييييييييييييييييد , يا شهييييييييييييييد . ووالله ثم والله ورب الكعبة أن الرائحة التي انبعثت من هناك ما عرفتها من قبل . وأصبح أبو الشهيد شهيداً , أبومحمد القوقازي : شهيداً , مبتسماً كحاله من قبل .
أتوني بشريط الفيديو الذي تم تصوير العملية عليه , فشاهدت الدم يجري على صدره وهو يبتسم , وابتسامته الآن أجمل . قال المصور : لقد استشهد ليثاً .. هاكم أبومحمد القوقازي : أنظروه . أللهم تقبله بإذنك شهيداً .
ستشاهدونه .. سنبث الشريط , وبالله عليكم لا تحرموننا من دعواتكم . فإننا نتوق للشهادة .