زاد الاردن الاخباري -
اختارت الحكومة الاسرائيلية اجراء مناورات عسكرية قرب الحدود من لبنان يوم الاحد في تزامن مع توجه مواطني جنوب لبنان الى مراكز الاقتراع لانتخاب المجالس البلدية.
هذا التصرف الاستفزازي المقصود يجيء بعد يومين تقريبا من اكمال الحكومة الاسرائيلية لعملية توزيع الاقنعة الواقية للغاز على جميع اتباعها، وزيادة اهمية الاستعداد والجاهزية في صفوف قواتها المسلحة وادارتها المدنية.
من كل هذه المؤشرات يمكن استخلاص ثلاث نقاط:
اولا: اسرائيل تمارس عملية توتير للاوضاع في لبنان لتخريب الموسم السياحي الذي ينتظره اللبنانيون طوال العام لتحسين اوضاعهم الاقتصادية المتدهورة.
ثانيا: محاولة خلق فتنة لبنانية داخلية من خلال الايحاء بان المقاومة اللبنانية هي المسؤولة عن اي انفجار للاوضاع الامنية والعسكرية بسبب احتفاظها بسلاحها، وتعزيز ترسانتها العسكرية بصواريخ جديدة (سكود على سبيل المثال).
ثالثا: شن حملة ارهاب نفسية ضد المقاومة اللبنانية، والشعب اللبناني بشكل عام، لتمهيد الاجواء الملائمة للاقدام على اي عدوان تخطط اسرائيل له.
المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله تظهر درجة كبيرة من الوعي لمثل هذه النوايا الاسرائيلية العدوانية، فقد اكد يوم امس الشيخ نبيل قاووق المسؤول عن منطقة الجنوب ان حزب الله طلب من جميع عناصره البقاء على درجة عالية من الجهوزية لمواجهة اي عدوان اسرائيلي جديد مفاجئ، يستغل فترة الانشغال بالعملية الانتخابية، وقال ان الاسرائيليين لن يجدوا مكانا آمنا يحتمون فيه اذا ما اندلعت الحرب مجددا.
قادة المقاومة اللبنانية لا ينطقون عن هوى، ويعنون ما يقولون، هكذا اثبتت تجارب المواجهات الاخيرة، وحرب صيف عام 2006 التي تقترب ذكراها الرابعة، على وجه الخصوص.
فعندما قال السيد حسن نصر الله انه سيضرب حيفا شاهدنا الصواريخ تهطل كالمطر عليها، ومعظم المدن الاخرى مثل صفد وعكا والخضيرة، مثلما شاهدنا اكثر من مليون اسرائيلي يهربون من الجليل الى الجنوب للنجاة بارواحهم.
السيد نصر الله قال في آخر خطاباته انهم اذا دمروا منزلا واحدا في الضاحية ستدمر المقاومة احياء في تل ابيب، واذا قصفوا مطار بيروت ستقصف مطار اللد في تل ابيب دون رحمة.
هذه التهديدات لا تأتي من فراغ، فحزب الله يملك اكثر من اربعين الف صاروخ من مختلف الاحجام والابعاد، والاكثر من ذلك والاهم ان قيادة الحزب تملك الارادة والشجاعة معا لاطلاق المئات من هذه الصواريخ في دقائق معدودة.
الاسرائيليون يعلمون جيدا ان الكذب ليس من شيم قادة المقاومة هؤلاء وزعيمهم، فهم قد تعرضوا لابشع هزيمة في تاريخهم قبل اربعة اعوام، وعدوانهم على الجنوب هز اسطورة جيشهم الذي لا يقهر، وبدأ الاسرائيليون يشعرون لاول مرة منذ اغتصابهم لفلسطين بعدم الامان.
وربما لم يكن من قبيل الصدفة ان يعترف الجنرال الاسرائيلي نئمان بن تسيفي قائد المنطقة الغربية السابق في جنوب لبنان يوم امس في حديث لحصيفة "هآرتس" بان الاسرائيليين لم ينسحبوا من جنوب لبنان، وانما هربوا بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم من جراء شراسة المقاومة.
القدس العربي