زاد الاردن الاخباري -
لن ندخل في جدلية الحد الادنى لخط الفقر والارقام التي تصدر من هنا وهناك لتحدده تارة ب500 دينار وتارة اخرى ب800 د اردني كمتوسط لدخل العائلة الاردنية والتي وان قل عن ذلك اصبحت العائلة فقيرة , في المقابل, لن نشكك في الجهة التي تصدر الارقام تلك ولا نطعن في صدقها ونزاهتها وسنعتبرها حيادية, الا انه من المؤكد ان الفقر في الاردن بات يشكل اكبر تهديد للدولة الاردنية واستمرارها بنسيج قوي قادر على مواجهة التحديات التي نعيش.
لن نكون متشائمين ولا مبالغين ان قلنا ان عدد الفقراء في الاردن يزداد يوميا بشكل ينذر بالخطر على النسيج الاجتماعي الاردني بل ويهدد المكنون المميز للأردنيين على حد سواء, وبالطبع ففي حال انهيار هذا المكنون سيصبح من السهل انهيار الدولة ككل فالمواطن الصالح القادر على العيش بكرامته هو اللبنة الاساس المكون للدولة على العكس من ذلك المواطن الغير قادر على الاستمرار بالحد الادنى المعيشي سيكون بداية بؤرة انهيار الجسم الاجتماعي المكون للدولة الاردنية.
لن نخوض ايضا في جدلية ارقام التضخم ولا مطابقتها للواقع الذي يعيشه المواطن الاردني ولا نعلم بالطبع كيفية احتسابها, الا اننا نعلم ان متطلبات الحياة المعاصرة اصبحت كبيرة وكثيرة في الشكل الذي ادى الى اضمحلال الطبقة الوسطى المكون الاساس لأي مجتمع, واضمحلالها (الطبقة الوسطى) يعني نزولها الى طبقة الفقراء وليس صعودها الى مصافي الطبقة الغنية القادرة على تلبية تكاليف المعيشة بأريحية تامة ويسر, وهنا لا بد من التذكير الا ان ارقام التضخم يلمسها المواطن الفقير مباشرة ويتاثر بها بقوة مما ينعكس بشكل فوري على طبيعة الحياة التي ينعم وحال وصول المواطن الفقير الى حالة عدم الرضى والعوز سيكون عرضة الى كافة الامراض المجتمعية والتي اقلها التطرف والعنف.
الفقر والعوز نجده في كل قرية وبادية اردنية والناس هناك يعانون اشد المعاناة لتلبية الحد الادنى من المعيشة والذي بالطبع يتغير سلباً في كل يوم وليلة. ويكفي ان تتصفح اسعار الخضار او الملابس اواي شيء كان بالامس يسير واصبح وبرعاية حكومية من المستحيلات, ويكفي ايضا عمل دراسة بسيطة لنعلم ان اسباب العنف المجتمعي المتضاعف للمجتمع الاردني ما هو الا انعكاس لزيادة التضخم والفقراء, فالمحتاج قد يلجى الى اي وسيلة متوفرة وغير متوفرة لتلبية احتياجاته الاساسية.
هذه دعوة لدراسة تفشي ظاهرة الفقر والعوز والحاجة في المجتمع الاردني لهذه الارقام الرهيبة وبالمقابل دعوة لاركان الدولة الاردنية لحماية المواطن الاردني من شبح التطرف المرتبط بالفقر او العوز وليتذكروا قول الخليفة عمر رضى الله عنه حين قال "لو كان الفقر رجلاً لقتلته".
خالد منصور العلي الخلايله