زاد الاردن الاخباري -
إبراهيم المبيضين - على عادتهم في الأعياد والمناسبات الدينية والعامة كل سنة، تبادل الأردنيون خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات ملايين التهاني الإلكترونية التي حملت كلمات ورموزا وصورا وفيديوهات تعبّر عن الفرحة والتهنئة بحول عيد الأضحى المبارك.
واستخدم الأردنيون كل وسائل الاتصالات المتاحة، عبر أجهزة الهواتف الخلوية وخدماتها، الإنترنت والبريد الإلكتروني، شبكات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف الذكية، غير أنّ مصادر هندسية من شركات الخلوي الرئيسية أكدت لـ"الغد" يوم أمس، أنّ تطبيقات الهواتف الذكية على رأسها "واتساب"، وشبكات التواصل الاجتماعي على رأسها "فيسبوك"، أصبحت تسيطر على الحصة الكبرى من التهاني الإلكترونية في الأعياد العام الحالي، متفوقة بذلك على خدمة الرسائل القصيرة التي ظلت طيلة العقد الماضي الوسيلة الأكثر استخداماً لتبادل التهاني في العيد أو للتواصل في الأيام العادية.
وأكّد مصدر هندسي من إحدى شركات الخلوي لـ"الغد"، أن الحركة الهاتفية التي أصبحت تمر عبر تطبيقات الهواتف الذكية من رسائل وصور وفيديوهات، أصبحت تشكّل أكثر من 10 أضعاف الحركة الهاتفية عبر خدمة الرسائل القصيرة الخلوية في العيد أو الأيام العادية، كما أن حركة الاتصالات الدولية عبر هذه التطبيقات أصبحت في تزايد يوما بعد يوم، وبشكل أصبح يقارع حجم الحركة الهاتفية الدولية التي تنساب عبر شبكات الاتصالات التقليدية، مقدرين أن كل 100 دقيقة كاتصالات دولية تقليدية أصبح يقابلها 80 دقيقة عبر تطبيقات الهواتف الذكية مثل "فايبر"، "سكايب"، وغيرها.
ويؤكّد المصدر الهندسي -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أنّ الرسائل القصيرة التقليدية تضاعفت يوم أمس (يوم الوقفة) من 3 الى 4 مرات مقارنة باليوم العادي، وأشار الى أنه لولا وجود تطبيقات الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، كان من الممكن أن تتضاعف حركة هذه الرسائل بأكثر من ذلك بكثير.
وبين أن الأرقام لدى شركات الخلوي تظهر أن حركة الرسائل القصيرة الخلوية تأثرت خلال آخر ثلاث سنوات تراجعاً وبنسبة تتراوح بين 20 %
و30 % نتيجة توسع وانتشار استخدام تطبيقات الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي.
الأرقام الرسمية تظهر أنّ عدد مستخدمي شبكة "فيسبوك" الاجتماعية في المملكة يقدر اليوم بنحو 3 ملايين مستخدم، من بين حوالي 4.7 مليون مستخدم للإنترنت بشكل عام، كما تشير الإحصاءات المحايدة إلى أن نسبة تصل الى 50 % من مستخدمي الهواتف المتنقلة هم مستخدمون لهواتف ذكية منهم حوالي 63 % يستعملون تطبيقات الهواتف الذكية.
إلى ذلك، قال المدير التنفيذي للمالية في مجموعة الاتصالات الأردنية رسلان ديرانية، إن شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية أصبحت تشكّل تهديداً واضحاً لإيرادات شركات الاتصالات، وذلك من خلال استحواذها على حجم كبير يتزايد للحركة الهاتفية التي كانت تمر عبر شبكات الاتصالات التقليدية أو عبر الرسائل القصيرة العادية.
وأشار الى أن "مجانية" و"سهولة" و"انتشار" هذه الوسائل الحديثة اجتذبت الكثير من المستخدمين للاعتماد على هذه الوسائل في المعايدة أو للتواصل في الأيام العادية، مقدرا أن حركة الرسائل القصيرة سنويا آخذة في التراجع من سنة الى أخرى لانتقال المستخدمين من استعمال الرسائل الى استعمال التطبيقات والتراسل عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكّد أن هذه التطبيقات المبنية على شبكة الإنترنت أصبحت تتيح إمكانيات واسعة للمستخدم للتواصل مع المستخدمين الآخرين في حال امتلاكهم التطبيق نفسه، وذلك للتواصل محليا أو وطنيا أو دوليا، وبتنوع وغنى في المحتوى من رموز ونصوص وصور وفيديوهات، ما يحفز المستخدم على مزيد من الاستخدام لهذه الوسائل.
رؤى سليمان مستخدمة هاتف ذكي، تقول إنها لم تعد تستخدم خدمة الرسائل القصيرة الخلوية مثل السنوات الماضية، فمنذ امتلاكها لهاتفها الذكي قبل سنيتن وتنزيل تطبيقات مثل "واتساب" و"فايبر"، وفر عليها كثيرا في العيد أو الأيام العادية.
وتقول إن المجانية والسهولة في الاستخدام هي أكثر الميزات التي أصبحت تجتذب المستخدمين للاعتماد على هذه الوسائل في التواصل والاتصال.
ويشار هنا الى تطبيقات التراسل أو المحادثات المجانية على الهواتف الذكية مثل؛ "واتساب" و"فايبر"، و"تانجو"، و"سكايب"، وغيرها من الخدمات التي تعتمد بروتوكول الصوت عبر الإنترنت، بدأت بالانتشار المتزايد في السوق المحلية منذ أكثر من سنتين، وهي تستقطب الكثير من المشتركين مع توفير خدمتها بالمجان، قياساً بتكاليف وأسعار المكالمات الدولية و"الرومنج" التي غالباً ما تتميز بارتفاع تكاليفها.
وكانت بيانات عالمية ذكرت أنّ الأردنيين من مستخدمي الشبكة قاموا خلال فترة شهر مضى بإرسال وتبادل قرابة 675 مليون رسالة عبر خدمة "التشات" أو التراسل المجانية التي تقدمها الشبكة ضمن عشرات آلاف التطبيقات والخدمات التي تتيحها هذه الشبكة.
ibrahim.almbaideen@alghad.jo...... عن الغد