في زمن الحبّ الالكتروني المُمل والخالي من عنصر المغامرة والمفاجئة ,اشتقنا للحب الكلاسيكي والذي كان من الممكن ان تفقدك حياتك او احد اعضائك اذا ما اقدمت عليها ,بسبب مغامرتك الغير محسوبة العواقب اذا ما تم الامساك بك بالجرم المشهود...
اشتقنا للحب الكلاسيكي....عندما كان الواحد يُمشّط راسه بمشط طوله عشرين سنتمتر ويدهنه بزيت زيتون اصلي ,او اذا كانت اموره عال العال ,كان يشتري زيت الشعر من نوع بريل كريم الاخضر او الاحمر ...
اشتقنا لما كان الواحد يمشي بالحاره من اجل ان يرى حبيبته ...وعندما كان يراها من بعيد يشعر وكأن كهرباء صعقته ,وخدوده تحمر خجلاً ,وكان يُضع يده بطريقة خجولة على شعره الطويل المُسبُل الى الجانب والمليء بالزيت ويحرك رأسه مع حركة يده بطريقة متناغمة ..ثم يضع يده على شواربه الخفيفه ويحركها الى الاسفل ,دلالة على انه اصبح رجلا ناضجا ولديه شاربا مثل شارب والده او اخيه الاكبر ..وينظر نظره مُعمّقة بطرف عينه باتجاه معشوقته ,بنظرة عبارة عن صاروح موجه عابر للقارات...
اشتقنا عندما كان الواحد يمشي وبيده باكيت دخان جولد ستار او ريم وكبريتة ثلاث نجوم وبيده الاخرى سٍنسال يحركه بيده .. ..او انه يغمزها بطرف عينه دون ان يلحظه احد ,وهي كانت تستحي وترمي رأسها الى الارض وتظهر نفسها وكأنها لا دخل لها بالموضوع..
اشتقنا لما كان الواحد يحرث الحاره والشارع الذي كانت تسكنه حبيبته حرثاً,وهو رايح جاي ..بحيث لو ركبوّا على قفاه عدّاد مسافات كان من الممكن ان يسجل رقم قياسي ..
اشتقنا لما كانت الرسائل مصنوعه من ورق من نوع خاص ومرسوم عليها قلوب حب وورود حمراء ....ولما كان يرشّ عليها من قنينة الريحة التي جائت لوالده هدية من احد اصدقائه او اقربائه من دول الخليج...
اشتقنا لما كان يالواحد يحشي رسالته الغراميه تحت حجر بسنسلة او يربطها بحجر ويرميها باتجاه الحبيبه بواسطة المنجنيق السحري وهو كان عبارة عن مطاطة مربوطة بعود شجر..
واخر المشوار امّا انها كانت تخطب واحد ثاني او ان أباه كان يزوجه بواحدة اخرى من خارج الوسط الفني !!