زاد الاردن الاخباري -
كذبوا فقالوا حديقة حيوان
تسنى لي و لعائلتي زيارة حديقة حيوان غمدان الواقعه على طريق المطار. و ليت نية الخروج توجهت الى مطعم او مول لهول ما رأينا في هذه الزيارة.
لا أدري هل تدري امانة عمان بالمأساة التي تدور على ارضها أو أن الاستهتار بحياة الاطفال و الاساءة للحيوانات يمكن السكوت عنه عند دفع القيمة المناسبة لغض البصر!
بعد رحلة ساعة تقريبا من منزلي وصلنا الى حديقة غمدان بعد المرور بحدائق مدينة عمان النظيفة و شوارعها الامنة. وصلنا الى اقل ما يمكن ان يقال عنه سجن. فلا وجود لأماكن للاصطفاف السيارات. و حتى لو كنت محظوظا و صففت سيارتك.سوف تجد مجموعة من الشباب تلعب في الشارع كرة القدم و تستهدف سيارتك خصوصا اذا كان معك فتيات. و كلنا نعرف ان حديقة الحيوان في جميع دول العالم هي مزار للعائلات. فلا اعتقد ان اب او اخ جاء مع عائلته الى الحديقة ان يسكت اذا تعرضت اخته او زوجته الى التحرش من الشبان المتواجدين بكثرة داخل و خارج الحديقة. و هذا ما يثير العجب حقا بسبب عدم وجود مواصلات عامة للمنطقة مما يتيح كما قرأت لمحدودي الدخل زيارتها – الا اذا كان مفهوم محدود الدخل شخص عنده سيارة – و الامر الاكثر عجبا عدم وجود حارس أمن واحد او شرطي في هذه المنطقة! فانت كمواطن يجب ان تعرف الطرق السليمة للدفاع عن نفسك و عائلتك و مركبتك في هذة المنطقة لعدم وجود أمن او أمان في محيط الحديقة.
تدخل الى الحديقة بعد دفع سعر البطاقة و هو الشيء الوحيد الذي يناسب محدودي الدخل – و الحق يقال كان قاطع التذاكر ودودا- فتجد بائعي شعر البنات و الحلويات غير المغطاة على العربايات و البوشار الذي اتوقع ان مدة صلاحيته انتهت قبل ثلاثة اعياد.
تدخل و تبدأ حقا بالشعور للاسى من منظر الحيوانات في الاقفاص و هي ممددة على الارض نصف مغمى عليها. و الحشرات التي تغطيها و هي لا تقوى عن ازاحتها لانها تتضور جوعا . فيقوم شاب لا أدري اذا كان مدربا ام انها هواية بدخول قفص الاسد او النمر بدون اي حماية و يفتح فم اللبؤة للابهار الجمهور. وأذا ابت فالعصاة لمن عصى.
و تعلم من تجمهر المواطنين ان هناك حيوانا جديدا جاء الى الحديقة – ناقصنا خطايا – فترى دبيين ممددين على ارض القفص. فتعود ذاكرتي الى ناشيونال جيوغرافك و اتذكر البيئات المناسبة للدببة – حديقة غمدان ليست احداها- فيأتي نفس الشاب و يعلق قطعة دجاج - لا ادري اذا كانت صالحة للاكل ام ماذا – على قطعة خشب و يمسكها اعلى القفص ليقوم الدب الذي يتضور من الجوع بتسلق قضبان القفص للحصول على طعام كنوع من الترفيه. و قمنا بأخذ صورة لهذا المشهد الذي نفر الجمهور اكثر من ان ابهرهم.
تستمر بالمشي و النظر الى الحيوانات في اقفاص تشبه القبور. الى ان تصل الى المنطقه الترفيهية في الحديقة!!!!
فتجد العاب بدون شبك و حماية. و لا ادري هل يقومون بصيانتها. و اذا اردت تدخل طفلك او طفلتك الى دورة المياه – ما عاذ الله - توقع ان تنتهي زيارتك عن الطبيب لاخذ المطاعيم الخاصة للاوبئة الموجودة في هذة المكرهة الصحية.
و الجدير بالذكر ان المسؤولين في الحديقة يتمتعون بحس الفكاهة بحيث تنظر الى احد الاقفاص فتقرأ اسم "الطاووس" مثلا و تنتظر خروج هذا الطائر الجميل. فتجد غزال المها يقترب منك!!
أعرف اني اطلت في الشرح و لكن كشخص احب ان يرفه عن عائلته و انتهى بكتابة مقال اعرف ان ما يحدث في هذة الحديقة جريمة يعاقب عليها القانون.
وشكرا
روان عبيدات