زاد الاردن الاخباري -
رسالة اليوم موجهة إلى كل من يقرأ هذا المقال ، وأبدأ بنفسي ، رسالة – كما غيرها - تحمل وجهة نظر قد يكون لها من يؤيدها فترضيه ، وقد يكون لها من لا تعجبه فتزعجه وتؤذيه ، إلى كل من اجتهد فكتب وتحرك وبادر وشارك في عملية الإصلاح التي بدأت منذ ما يقارب الثلاثة أعوام ، بكل ذكرياتها الوطنية الجميلة ، والعدائية الحزينة ، اليكم جميعا ، من قلب ينبض بحب الأردن ، لا يريد صاحبه لهذا الوطن وأهله إلا الخير كل الخير .
تطالعنا الأخبار اليومية بوابل من الأخبار ، ما يحقننا كل صباح بجرعة من الألم لحال هذا الوطن ، هذا الوطن الذي غدا للبعض وفي نظرهم بقرة حلوب ، على وشك الوفاة ، والماهر الحاذق من هؤلاء من استطاع أن يخرج من هذه البقرة ، بأكبر كمية ممكنة من الفائدة قبل وفاتها ، فهي في نهاية المطاف ، ككل نفس على هذه الأرض " ذائـــــقة الموت " .
مع بداية ثورات العرب على أنظمة الحكم الفاسدة تحركنا ، معلنين كما يعرف ولي أمرنا –على ما أعتقد - ، بأن الدولة قد وصلت إلى مرحلة من الترهل ، لا نحتاج معها إلا إلى توحيد الصفوف ، والسير بخطوات عملية منهجية واعية مدروسة ، تصل بنا إلى النتيجة التي نريد ، متفقين بإجماع أو مايشبه الإجماع ، بأننا في الأردن لا نختلف على شخص الملك ، ولكن خلافنا معه- بالنسبة لمن يختلف - كامن في بعض السياسات والأفعال وردود الأفعال ، فأردنا من حراكنا ثورة بيضاء على الفساد والمفسدين ، في إشارة إلى هؤلاء بأن هذا الشعب قد تحرك ، وأن حركته إن لم تقابل بكل الاحترام والتقدير ، والاستجابة للمطالب ما دامت مشروعة ، فإن شيئا لن يرضاه الجميع سيكون هو الختام لما بدأناه ، فقلنا في كلمات مسموعة ، وعبارات مسجوعة ، الخبز والماء ، والدواء والكهرباء ، خطوطنا الحمراء ، وقلنا وأظنكم تذكرون ما قلنا ، بأن هناك أشخاصا قد جاروا على البلاد ، وأهلكوا العباد ، وأسميناهم بأسمائهم ، فلا شيء بنظري بالنسبة لنا أهم من الأردن والحفاظ عليه ، ولكن شيئا من البلاهة قد أصاب الدولة ، فما استجابت لشي من ذلك إلا قليل ، وسمعنا عن كثير من الإجراءات والتعديلات ، ما لم يقنع أحدا من الناس بجدية النظام في مكافحة الفساد ، وهذا هو المعيار الأول الذي نقيس به قدرة الحراكيين على الاستمرار ، حتى نصل ألى الهدف المنشود ، نحو أردن أقرب إلى المثالية السياسية ، وأفضل من الناحية الإجتماعية والاقتصادية ، ولكن اليأس قد تسرب الى البعض سريعا ، فرأى هؤلاء بأن الانحراف عن المسيرة ، سيكون حلا أكثر جدوى وفائدة ، فخرجوا عن المسيرة وساروا بعكس الاتجاه المتفق عليه ، مستعملين طريقة لم أجد لها تعريفا إلا بوصفها بقلة الأدب السياسي ، وأصبحوا يتراهنون على البطل القومي القادم ، الذي سيرفع الشعار الأكثر جرأة إن لم يكن وقاحة ، شعارات ما قدمت ولا أخرت ، إلا أنها أخرجت القطار عن سكته ، وأوجدت للحراك من يعاديه ، ومن يقارن نتائجه بما وصل إليه من تحرك في تونس ، واليمن ، وليبيا ، وسوريا ، وأصبحت حجة من لا حجة له ، بأن هذه الحراكات ، مدعاة للفتنة النائمة ، الملعون من ايقظها ، وكانت الدولة أذكى من الجميع ، فقدموا بطريقة أو بأخرى ، لضعاف النفوس من هؤلاء ، جوائز ترضية كشفت نواياهم سريعا ، على حساب وطن ينزف ، فاكتشفنا بأن النية لم تكن سليمة ، وأن الهدف لم يكن ما تم الاتفاق عليه ، فأصبح الحراك مجسم كرتوني ضخم ، تسهل الإطاحة به سريعا ، والمسؤول عن هشاشته وضعفه ، من قاموا عليه أو بعضهم ، لما يملكه من الأنا والأنانية ، وتغليب المصلحة الشخصية ، فوهن الحراك ، وزاد جرحك يا وطن ،،
وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، أخبار عن نية البعض باللجوء السياسي إلى وطن آخر ، باعوا الأردن لأجله ، باعوا القضية واستسلموا في بداية المشوار ، ولا أدري عن أي وطنية يتحدثون ، والناس يضحون بأرواحهم ، وأنفسهم في سبيل أوطانهم ، فكانت حجتهم بأنهم مهددون في وطنهم ، الوطن الذي لا يفيه حقه ، أن نموت في سبيل شبر من ترابه ، يتركونه على الأطلال يبكي ، بمجرد أنهم قد تعرضوا للتهديد – على ما يدعون - ، قتلوك يا أردن ، يا وطنا لن ألجأ منك إلا اليك ، فداك روحي ، وأهلي ، ومالي ، فكل شي قليل عليك ، وأنتم يا قادة الحراك ، ويا شباب الحراك ، ويا من لديكم نية الإصلاح ، ضعوا مصلحة الأردن فوق كل اعتبار ، وإلا فإن النتيجة كل النتيجة ستكون عكس ما يصب في المصلحة العامة ،،،
يا بعض الأنفس الضعيفة ، يا من تقومون في الحراك مقام السم في الدسم ، باختصار ، لقد خرجتم عن المسار ...
بقلم : اشرف شهاب عضيبات
Abu_shihab82@hotmail.com