زاد الاردن الاخباري -
علاء علي عبد - عند تعريف المبالغة، فإنه يمكن القول إنها الاستجابة لحافز معين بدرجة من السلوك أو العاطفة تزيد على الضرورة. وفي حال قام المرء بتصرف مبالغ به، فإنه إما أن يكون قد قيم ردة فعله على حدث معين ووجد بأن سلوكه كان حادا أكثر من اللازم على سبيل المثال، أو أن يكون أحد الأشخاص الذين رأوا ردة فعله قد أخبره بأنه بالغ بتصرفه، حسبما ذكر موقع "LifeHack". وفي كلتا الحالتين فإنه ينبغي على المرء أن يعمل على معالجة المبالغة في انفعالاته.
في حال شعر المرء بأنه يبالغ في ردات فعله على الأحداث التي تمر به، فإنه من حسن الحظ يوجد بعض الخطوات التي يمكنه اتباعها والتي ستجنبه المبالغة بالانفعال في المستقبل:
- البحث عن الشخصية النموذجية: هل سبق وأن لعبت لعبة التقليد وأنت طفل صغير؟ تلك اللعبة التي تقوم خلالها بلبس حذاء والدك محاولا تقليد مشيته وتصرفاته، أو أن تأخذي بعضا من أدوات تجميل "مكياج" والدتك لتقومي بتجربتها على وجهك ومن ثم تتصرفين كالبالغين. رغم عدم معرفتنا بفائدة تلك الألعاب في ذلك الوقت، إلا أنه تبين بأنها تحمل الكثير من الفوائد التي يمكن تطبيقها في موضوع المبالغة في ردة الفعل، فكل ما عليك هو محاولة إيجاد الشخصية النموذجية بنظرك والتي ستتصرف بطريقة أكثر هدوءا ربما من الطريقة التي تصرفت أنت بها.
من الجدير بالذكر أن الشخصية النموذجية يمكن أن تكون شخصية حقيقية أو تخيلية. فكل ما هو مطلوب منك أن تقوم بتخيل تلك الشخصية وأن تضعها في الموقف نفسه الذي مررت به، حاول أن تتخيل كيف سيكون رد فعل هذه الشخصية. كرر المشهد في ذهنك مرات عدة حتى تشعر بمدى تأثيره عليك ومن ثم ستجد نفسك أكثر قدرة على السيطرة على أعصابك.
- التطبيق: بعد أن اخترت الشخصية النموذجية وتخيلت ردة فعلها على ما حدث، يأتي دورك أنت لتقوم بما كنت تقوم به وأنت طفل؛ ألا وهو تقليد شخصيتك النموذجية، لكن عليك حتى تحقق هذا الأمر أن تحاول أن تغوص داخل تلك الشخصية بحيث تجد نفسك تسمع من خلال أذنيها وترى من خلال عينيها.
إن تكرار هذه المرحلة سيساعد المرء على تبني سلوكيات جديدة تابعة للشخصية النموذجية التي يقلدها، وبالتالي سيصبح أكثر تحكما في أعصابه في حال تعرض لما أدى لإثارته.
- إعادة برمجة المحفزات: دائما ما تحدث سلوكيات وعواطف البشر ضمن سياق معين؛ أي أن العقل البشري غير مبرمج على القيام بسلوك معين بشكل عشوائي. لذا ففيما يتعلق بالمبالغة بالانفعال، فإنه لا بد أن يكون حدث حافز معين أدى لسلسلة من السلوكيات والعواطف التي أدت لذلك الانفعال الحاد والمبالغ به. وللتعامل مع هذا الأمر، يجب العمل على ربط سلوكيات الشخصية النموذجية التي اخترتها مع المحفز الذي أثار انفعالك.
فعلى سبيل المثال؛ لو كان أحد الأشخاص يستخدم الصوت العالي في جداله، أو كان يستخدم نظرة معينة وكلها أمور تترجم بداخلك على أنها محفزات لإثارة غضبك، قم بتخيل فيلم قصير في ذهنك ترى من خلاله شخصيتك النموذجية كيف يمكن أن تتصرف حيال تلك المحفزات وقم ببساطة بتقليدها. عند تكرار هذا الأسلوب ربما تتفاجأ من قدرتك على تغيير العديد من السلوكيات السلبية لديك من خلال تقمصك لإحدى الشخصيات التي ترى بأنها فعلا شخصية نموذجية.