تُقسم محافظة الزرقاء إلى ثلاثة ألوية هي: الزرقاء والرصيفة والهاشمية، وتتفاوت هذه الألوية مساحة وسكاناً بشكل غير منطقي وغير منصف، ففي حين لا يتجاوز طول لواء الهاشمية 30 كيلومتراً ولا يزيد عدد سكانه عن 50 ألفاً، فإنَّ لواء الزرقاء يمتدُّ بما يزيد عن 200 كيلو متراً طولاً، ولا يقل عدد سكانه بأي حال عن 700 ألف نسمة.
إنَّ هذا التفاوت الكبير ولدَّ مشاكل عديدة منها: الخدمات والتوظيف والانتخابات النيابية وغيرها، مما انعكس سلباً على المواطنين ورضاهم. ولو حاولنا أن نتبين أسباب هذه التقسيمة الإدارية العجيبة لمحافظة الزرقاء، لن نجد تبريراً معقولاً إلا رغبة البعض لخدمة تطلعاتهم الانتخابية، وحرمان غيرهم من أية فرصة حقيقية للوصول إلى قبة البرلمان.
لواء الزرقاء الذي يمتدُّ من العالوك في أقصى الغرب إلى الحدود السعودية الشرقية بما لا يقل عن 200 كيلو متر، يمثل حالة إشكالية للتقسيم الإداري غير المبني على أي أسس أو تبريرات مقنعة، وأبناء هذا اللواء المترامي الأطراف يعانون الأمرين وخاصة سكان الأطراف شرقاً وغرباً، فهم يتنافسون على الخدمات والوظائف والمقاعد النيابية نفسها، وكذلك يتنافسون على المنح الدراسية لأوائل الثانوية العامة نفسها في مفارقة مؤلمة لا يهضمها عقل منصف.
هل يعقل مثلاً أن يُعين ابن العالوك معلماً في الأزرق على بعد 135 كيلو متراً دون أية علاوة، في حين يُعين ابن الهاشمية أو الرصيفة في الأزرق مع علاوة تجيير وهو الأقرب إليها جغرافياً؟؟
وهل يعقل أن يتنافس أبناء الأزرق والظليل والحلابات مع أبناء الزرقاء على المقاعد النيابية؟؟ ونتائج الانتخابات على مدار عشرين سنة تؤكد أنَّ أهالي الأزرق والحلابات والظليل حرموا من أي مقعد نيابي لأنها أصبحت حكراً على أهل الزرقاء.
وهل من العدالة أن يتنافس طلبة بيرين والأزرق والحلابات والعالوك والكمشة مع طلبة قصبة الزرقاء على منح جامعية يستأثر بها دائماً أبناء مدينة الزرقاء؟
الأصل في أي تقسيم إداري أن يراعي مصالح الناس وحاجاتهم، بعيداً عن أي تجيير خدماتي أو انتخابي أو أي أنانية ومصلحة شخصية، وأن يتوخى التسهيل على الناس، ومن هنا فإنَّ لواء الزرقاء بحاجة إلى إعادة تقسيم إداري جديد يكفل تحقيق العدالة لجميع سكان اللواء بشكله الحالي، والنهوض بالمناطق جميعها تنموياً واقتصادياًَ على قدم المساواة، وتحقيق تكافؤ الفرص للجميع دون محاباة.
وقد آن الأوان أنَّ يُقسَّم لواء الزرقاء إلى أربعة ألوية حسب الموقع الجغرافي، فالمنطقة الغربية ومركزها قضاء بيرين بحاجة أن تكون لواءً مستقلاً، كونه يخدم منطقة واسعة وفيها كثافة سكانية مناسبة، ومنطقة الظليل والحلابات يفترض أن تكون لواء إذ لا يقل عدد سكانه عن 50 ألف نسمة، ومنطقة الأزرق تستحق أن تكون لواء لبعدها عن مدينة الزرقاء، ومن حقها أن تحظى بخدمات مناسبة وأولوية في التعيين، ومنح المعلمين القادمين من خارجها علاوة تجيير قد تسهم في تثبيت الخبرات التربوية وإن لسنوات قليلة. واللواء الرابع بالطبع هو قصبة الزرقاء.
والمؤمل من أصحاب الشأن أن ينظروا لإعادة تقسيم لواء الزرقاء إدارياً بعين منصفة، ونظرة شمولية، بعد دراسة المنطقة جغرافيا وسكانياً وخدماتياً، وأن يقرروا الأصلح والأنسب لجميع المواطنين في المنطقة، بعيداًَ عن أية مصالح ضيقة، ومطامع شخصية، وحسابات انتخابية.
mosa2x@yahoo.com