استقبلت العشائر الأردنية شريف مكة وأبناؤه استقبال الأبطال وضحت بأموالها وأنفسها في سبيل الله أملا بتحقيق حلم الولايات العربية المتحدة ، وبعد تبخر حلم الدولة الواحدة وكشف زيف و خداع المستعمر و ظهور لسعات بلفور وسايكس بيكو ، وقفت العشائر بجانب الملك عبدالله الأول في تأسيس وبناء الإمارة وبايعته أميرا ثم ملكا بعد تحقيق الاستقلال ودحر المستعمرين وولادة المملكة الأردنية الهاشمية.
بعد الاستقلال ، بدأ الملك عبدالله الأول بتأسيس وبناء الأردن بساعده وسواعد العشائر الأردنية البدوية فشكلت الحكومة وأجريت الانتخابات التشريعية وفتحت المدارس والعيادات وشجع الناس على الزراعة والتجارة ، وفي الآن ذاته توجهت أنظار الملك المؤسس وبدعم ومساندة ومؤازرة من الجيش والعشائر إلى الدفاع عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى من القردة والخنازير الصهاينة من بني إسرائيل ، ولأن طبيعة الواقع كالساعي إلى الهيجا بغير سلاح فضل الملك المؤسس خيار السلام على الخيار العسكري غير المتوازن والمتكافئ من خلال القبول بقرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة عام\"47 \" بقرار \"181\" والتمسك بالراجح على المرجوح و نصف فلسطين على العدم ولكن الغلبة كانت للعاطفة الغبية التي دمرت كل فلسطين و ندفع ثمنها حتى الآن ويتمنى عرب اليوم الرسمي والشعبي أن تعود تلك الأيام ولكن هيهات القمر ، واستشهد من آثر الأخذ برأي العقل على أبواب المسجد الأقصى و سالت دماؤه الطاهرة على التراب الطاهر .
بعد الاستشهاد ، جاء الملك طلال خريج ساندهيرست فلطف الأجواء مع مصر و وضع دستور الدولة ولكن الأقدار شاءت أن يترك الحكم لابنه المعجزة الملك الحسين بن طلال ، ومذ تلك اللحظة سكن آل هاشم القلوب بل وصارت القلوب تستعبدهم ، فسلك الحسين مساران : مسار البناء و مسار الدفاع عن فلسطين القدس والمسجد الأقصى وأهلها ، ونظرا لحالة العرب البائسة والميئوس منها وغير المنظمة والمدقعة عتادا وعدة كانت وجهة نظر الحسين تكمن في عدم الدخول في صراع خاسر وكارثي على العرب أنفسهم وعلى فلسطين وما تبقى منها ، ولكن كما جده المؤسس وقف العاطفيين و العرب الرسمي بوجهه ورغم ذلك دخل الملك الحسين المعركة وحلت الكارثة التي نبه إليها من خلال المعطيات والمؤشرات العلمية والمنطقية الدالة على ذلك ، ويتمنى العرب اليوم الرسمي والشعبي أن تلقفوا النصيحة ولكن هيهات القمر .
بعد كارثة \"67\" انتشرت الفتن بين الإخوة والخلايا الحية والنائمة التي تدار من الخارج ، وبحكمة الحسين وبسالة الجيش الأردني وشهامة الحكومة ونخوة العشائر وئدت الفتنة وأصحابها وولت بغير رجعة ، وخرج الأردن منها قويا مرفوع الرأس كالعادة ، وتواصلت مسيرة البناء والتطوير وفرض الأردن نفسه بقوة على الخارطة العالمية كبلد يحتذى في الوسطية والعصامية والإرادة والعزيمة والتصميم والشجاعة حتى أصيب الأردنيون بوجع في القلب في 7 شباط 1999 وإعلان وفاة الملك الحسين الذي قال فيه ألد الأعداء \" لقد مات اليوم الزعيم الوحيد الذي كنت أخشاه في الشرق الأوسط\".
وتستمر المسيرة الرابعة بقيادة معجزة الهاشميين الثانية الملك الفذ الشاب عبدالله الثاني فسار على نهج حكماء آل هاشم ... نهج الأردن وتحديثه وديدنهم كالعادة الدفاع عن فلسطين وحماية القدس والمسجد الأقصى ، فبدأ مشوارَ حياته بشعار العظماء الكبار \" على قدر أهل العزم\" ، و \"الأردن أولا\" فقوة الأردن قوة للجميع ، وتغيرت البنى التحتية بشكل لافت ، وتحدثت مؤسسات الدولة ، والقطاع الخاص صار يزاحم القطاع العام ، و يصل الليل بالنهار لجذب الاستثمارات وإقامة المشاريع الاستراتيجية التي من شأنها أن تجعل الأردن في مصاف الدول ...و العشائر الأردنية و جميع الأردنيين الذين بايعوا آل هاشم بإخلاص من عبدالله الأول إلى عبدالله الثاني و كان لهم دور واضح في التأسيس والبناء والتطوير والتحديث ، في انتظار وصول مسيرة الاستقلال إلى مستوى الطموحات ... مستوى استقلال المملكة من القروض والاقتراض والمديونية ، والفساد ، والاحتكار ، والفقر والحاجة ، والتهميش والإقصاء والحرمان ، والتقيَّة والحرية القاصرة حتى لا ندع حجة للبيانات، وحالة الجمود التي تكتنف عملية الإصلاح والتغيير ...والعشرية الثانية مبشرة للخير ولو أن عطاء عبدالله الثاني وجد عند الحكومات لوصلنا إلى الأردن الأنموذج ...وكل عام والأردن والملك وآل هاشم والعشائر الأردنية وجميع الأردنيين بخير.