يقال انه وفي إحدى القرى الأردنية كان هناك فلاح يدعى أبو سرور وقد كان كثيرا ما يستشار في مشاكل وهموم القرية فعلى سبيل المثال إذا استشير في قضية شح الأمطار أو نفاذ المحصول الزراعي أو هدر أموال القرية فأنة يكتفي بعبارة واحده فقط (بئر مكسور ) وعندما سئل ذات يوم عن سر التمسك بهذه العبارة تنهد قليلا ثم أشعل سيجارة الهيشي الملفوفة بشكل متقن و أجاب أن جده كان يمتلك اكبر بئر ماء كفري في القرية وان هذا البئر يتسع ألاف المترات من ماء الشتاء حتى انه وقبل بداية موسم الشتاء كان يشحن الهمم من أهل القرية للفزعة وتنظيف القنوات المؤدية إلى البئر حتى يصبح جاهز لاستيعاب اكبر قدر من مياه الأمطار .
والغريب انه وبعد انتهاء موسم الشتاء وتجمع المياه الوفير في البئر نضع ( الدلو) داخل البئر فلا نجد نقطة ماء واحده في ( الدلو) وهكذا استمر هذا المسلسل المزعج سنوات وسنوات وأخيرا قرر جدي الاستعانة بخبير خاص وضليع في شؤون الآبار وتم إنزاله داخل البئر بواسطة حبال متينة ورجال أقوياء ليخرج بعد وقتا طويل معلنا أمام الموجودين أن البئر مكسور ولا يصلح للتخزين حتى لو حولت إليه مياه نهر النيل والفرات.
في الحقيقة هناك شبه كبير بين بئر أبا سرور والموازنة الأردنية فا الأخيرة مهما يأتيها من إيرادات داخلية وخارجية فأن الدين العام يتضاعف والضرائب تزداد والبطالة تتفاقم وأسعار السلع ترتفع والمواطن ينخفض بتسارع حتى يصل إلى أعماق خط الفقر الذي يشبه الخط المؤدي إلى حمة الباقورة المستعادة هذا في الاقتصاد .
ولو استعرضنا مشكلة المياه فأن الشبة اكبر بكثير ففي بداية الشتاء يخرج علينا وزير المياه في ربطة عنقه الحمراء التي تشبه الدحنون ليخبرنا أن المياه التي هطلت هذا العام مبشره بالخير وفاقت كل التوقعات وان السدود ( انطرمت طرم ) وما أن يأتي أول شهر نيسان حتى تنفذ المياه وتزداد شكوى المحافظات ويعلو ضجر المواطنين لقلة المياه ليخرج وزير المياه وللمرة الثانية على شاشة التلفاز بربطة سودا تشبه لون القحط والعطش الأردني معلنا ان هذا العام موسم جفاف لقلة مياه الأمطار يعني وباختصار( بئر مكسور ) .