عندما تأتي فترات على الشعوب وتفتقد للمعلومات في ظروف الإضطرابات سواء السياسية أو الإقتصادية وما يتعلق بشؤون معيشتها اليومية ، تكون وسائل الاعلام هي الاداة التي تحقق لها نوع من الاستقرار والطمأنينة من خلال ما تبثه من معلومات هو بحاجة لها ، ويفترض بوسائل الاعلام المحلية أن تلعب دورها الرئيسي في توفير المعلومات للأفراد في تلك الحالات وتحد من توجههم للبحث عنها عبر وسائل إعلامية خارجية لايمكن ضمان صحة وسلامة محتوى ما تنشره من معلومات أو كما يقال قد تقدم تلك الوسائل الخارجية " السم مع الدسم " وتنتهي الأمور لدى الفرد بحالة من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي ، وفي وقتنا الحالي ومع سرعة إنتشار المعلومات على المستويات كافة سواء المؤسسية أو الفردية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي تصبح المعلومة إما أداة للتقدم أو أداة للدخول في متاهة البقاء أو التأخر مما يفشل دور الوسائل الاعلامية كمشارك رئيسي في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في أي بلد .
وفي لقاء دولة السنور على إحدى القنوات الفضائية الاردنية وهي قناة حققت حضورا جيدا في الشارع الأردني ، وبعد لقاءه الخاصة و" المكولس " مع عدد من رؤساء تحرير الصحف اليومية وكتاب المقالات الذي شابه الكثير من التشويه والأخذ بأجزاء منه وإلقاء أجزاء أخرى في البحر وهي صفة الصحفي المقتنص والبعيد عن الموضوعية والحرفية ، ما نتج عن هذه اللقاء التلفزيوني من حقائق أقر بها دولة الرئيس أن بلدنا كان على حافة " الإفلاس " وجاء دولة السنور الذي إكتشف دون أن يدله أحد أن الدولة الأردنية عاجزة عن دفع رواتب القطاع العام في الشهر العاشر من عام 2013 ، وهو كرجل جريء أقدم على خطواته الرفعية بعد إستشارة الطبيب " صندوق النقد الدولي " وإلتزامه بالرويشته الدوائية التي أخرجتنا من حالة الافلاس القادم إلى وضع شبه مستقر ويمكن من خلال تناول المزيد من الأدوية فقط من أجل البقاء أحياء وإن كانت كافة أضعانها الوظيفية عاجزه .
وثاني هذه الحقائق أن قصة الفساد في البلد وقضاياه قد تم إغلاقها من قبل مجلس النواب السادس عشر وهو المجلس الأكثر فسادا في تاريخ المجالس النيابية الأردنية " ودولته كان عضوا مشاكسا فيه " ، وعلى قاعدة قانوينة تقول أنه لايجوز فتح أية قضية مرة أخرى دون وجود بينات جديدة تستدعي البحث فيها من جديد ، والجميع يعلم أن كافة الحقائق والاوراق لقضايا الفساد والتي يبلغ عددها 36 قضية تم طمسها في ممرات وغرف المجلس السادس عشر .
والحقيقة الثالثة هنا هي أن إعطاء دولة الرئيس فرصته للظهور عبر تلك القناة ومن باب تقديم المعلومات للشعب عبر وسيلة اعلام وطنية لها حضورا مميز ودورها في توضيح الحقائق " كما يريد الرئيس " وإخراج الشارع من متاهة البحث عن المعلومات من مصادر أخرى خارجية ، تتمثل تلك الحقيقة أن صراحة دولة الرئيس هي من قتلته في هذه اللقاء وهي قد تكون صراحة حقيقية ولكن كثر هذه الصراحة وحدتها لايمكن أن يتقبلها الشارع الأردني الذي إعتاد على تجميل القبيح وإيهامه بأن البلد بخير من خلال تصريحات الكثير من رؤوساء الحكومات وتكون النتيجة أن البلد بخير لهم كرؤساء حكومات وكارثية بالنسبة للشعب .
وبعد متابعتي للقاء وقيامي بتسجيل بعض الملاحظات عن هذا اللقاء من كلام الرئيس شعرت للحظات أن هذه الرجل يقول الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة ، وهي حقيقة صريحة جدا وواضحة كوضوح تعابير وجه الرئيس وحركة يديه التي تعمد مخرج الحلقة عل إبرازها في لقطات إعتراضية وهي في نفس الوقت الصراحة التي قتلته شعبيا وفرضت على الدولة خيارات صعبة ، والسؤال هنا هل كان دور النسور في توليه رئاسة الحكومة الشبه منهارة إقتصاديا هو دور المنقذ ؟ أم أنه لعب الدور جيدا أمام شاشة التلفزيون وصدقه الشعب ؟ وهو القائل في لقاءه التلفزيوني " إذا لم أصلح يجب أن ألعن " ونترك هذا الأمر للشعب فهل سيلعن الرئيس أم سيعتبره المنقذ .