أبو نواش رجل ولا كل الرجال كريم جواد متسامح مع الأخريين شخصيته لا تقبل القسمة على اثنين فهو عنيد في طبعة ….حاد في طرحه …. يحب أن يكون شيخ العشيرة وحتى القرية بأكملها ….يتصرف تصرفات الشيوخ لكن الطفر ( قاطع شبره ) كل ما يمتلكه من هذه الدنيا بيت جده القديم الواسع وعشرة أبناء وسبع عنزات وتيس كبير .
إذا قدم علية ضيف استقبله أحسن استقبال ثم نادى بصوته الجهوري يا ولد ... يا ولد اذبح الكبش ابوجرس للضيوف فيذهب الولد حاملا سكينا باتجاه الزريبة "الصيره" وهو يمشي الهوينى لأن هناك اتفاق مسبق بين الولد وأبوه يشبه اتفاقيات ( جنيف ) بأن لايذبح الكبش لأن الضيوف سوف يتدخلون بالوقت المناسب لمنع عملية الذبح وفعلا ما أن يصل الولد الزريبة ويقوم ببطح الكبش والحسحسة على وريده حتى يهرع الموجودين لمنع الذبح وهنا يأخذ أبو زعرور مجده في تغليظ الأيمان ( طبعا حسب ردت فعل الضيوف إذا شدو شد وإذا رخو أرخى ) وتدور المناقشات الحادة في الزريبة والكبش مبطوح على الأرض ومدعوس على عنقه والولد يلوح بالسكين على مراء الكبش ثم يتم التوصل إلى حل مرضي لجميع الإطراف بأن يطلق سراح الكبش هذه المرة على أن يبقى تحت الإقامة الجبرية ويقبل الضيوف بممالحة أبو نواش جوز بيض وحبتين دحابير لبنة وخبز طابون ..... وهذا تتكرر هذه المسرحية كل ما جاء ضيف والضيوف كثر.
إلا انه وفي إحدى المرات ذهب الولد إلى الزريبة ثم عاد مسرعا ليخبر أبو نوا ش ان الكبش قد مات فتثور ثأرته وينسى الضيوف الموجودين ليقول ( ولك ذبحته يا حريق الوالدين) لكن الولد يقول لا وجدته ميت …..أبو نواش وكيف مات ... الولد أنجلط أو انتحر ... أبو نواش وليش انتحر
الولد : طبعا بده ينتحر كل يوم يهدد بالقتل ويبطح أمام زوجاته العنزات ويدعس على عنقه ويلوح بالسكين أمام أعينة ثم يطلق سراحه .
اعتقد أن هناك تشابه كبير بين حالنا وحال أبو جرس مع فارق التشبه طبعا فكل يوم نهدد برفع الأسعار, عجز الموازنة , بطالة , تضخم , فقر , ناهيك عن الأوضاع المأساوية الدامية التي يعيشها جيراننا العرب مما يضعنا أمام خيرين لا ثالث لهم أما أن نمد أيدينا ونستجدي الناس وهذا مستحيل لئن الأردني كان وما زال يتغنى بكرامته أو نختار البديل الثاني وهو الأسهل الجلطة أو الانتحار .