زاد الاردن الاخباري -
لا يجوز الطعن في الأحزاب من خلال ممارسة من غادروها
الدكتور غالب الفريجات
كل العيب في العمل السياسي الافتراء على القوى السياسية من أجل الدفاع عن سياسات معينة ، لخلق مبررات لمواقف مدانة ، فمن غير اللائق لمن يمتهن السياسة أن يوجه سهامه للطعن في التيارت القومية أو اليسارية من خلال مشاركة البعض ممن كانوا أعضاء في هذه التيارات في العمل الوزاري ، أو في عضوية مجلس الاعيان ، وقد انتهى دور هؤلاء الافراد لسبب أو لآخر في هذه الاحزاب ، لا بل أن البعض منهم قد ناصب الحزب الذي كان عضواً فيه العداء، وانقلب عليه لمئة وثمانين درجة .
في تشكيلة مجلس الاعيان سرد أحد الكتاب الاسلاميين عدداً من الافراد ممن كان لهم انتماء حزبي سابق للطعن في هذه الاحزاب ، وهم الذين غادروا العمل الحزبي منذ سنوات بعيدة ، وتجاهل الرئيس وتاريخه الحزبي ، وقد غادره منذ زمن طويل ، وهوالأسوأ في ممارساته السياسية من الاعضاء الخمسة والسبعين ، وليس ممن احتسب على التيارات القومية واليسارية فحسب ، وتجاهل رفيقنا الاسلامي المحترم أن واحداً من اعضاء المجلس السابق ممن لا زال يمارس دوره الحزبي في الجماعة الذين يدافع عنهم ، لا بل هو من شيوخهم المقربين إلى السلطة .
هناك نائب ممن يعمل مع الدائرة وهو استاذ جامعي ، وكان ترشيحه ونجاحه في الانتخابات النيابية بدعم من الدائرة ، ومازال يمارس الوظيفتين : وظيفة المخبر ، ووظيفة النيابة ، فهل هذا النوع يحق له أن يمارس الطعن في الذين تم اختيارهم لعضوية مجلس الاعيان ، بسبب انتماءاتهم السابقة لتيارات واحزاب لم تعد لهم صلة تنظيمية بها ، أم أن السياسة باتت هرطقة وتوزيع افتراءات على الناس لتشكيل غطاء لممارسات غير اخلاقية .
دلوني على مجلس نيابي أو وزاري أو في الاعيان لم يكن للاسلاميين من داخل التنظيم أو خارجه تمثيل فيه ، فلماذا هذا الاعتراض على تغييب تمثيل التيار الاسلامي في تشكيلة مجلس الاعيان الحالية ، فلو تم تمثيل التيار الاسلامي لما سمعنا هذا الاحتجاج ، وكأن الناس كل الناس مطالبون أن يستأذنوا التيار الاسلامي لينالوا صكوك الغفران ، وهم المسموح لهم أن يشاركوا في السلطة وقتما يريدون ، وقد مارسوا فيها في زمن الاحكام العرفية وبعدها .
أنا لا ادافع عن أي عضو تم اختياره لعضوية مجلس الاعيان ، وانتقد تشكيلة هذا المجلس لأنه لا يستطيع أن يقوم بدوره التشريعي ، ولا استطيع أن اقيّم أي شخص إلا من خلال ادائه الذي يقوم به ، لأن المواقع الوظيفية في السلطات الثلاث هي من حق كل المواطنين سواء من صفوف الموالاة أو من صفوف المعارضة ، وكل مواطن يستطيع أن يحدد مواقفه ، ولا يحتاج إلى فذلكة هذا السياسي أو ذاك ، وحسب مزاجه أو مزاج تنظيمه ، خاصة في هذه المرحلة السياسية التي تختلف كلياً عن مرحلة الأحكام العرفية.
يوجه النقد لهذا الحزب أو ذاك عندما يكون احد اعضائه مازال عاملاً وعضويته قائمة في الحزب ، ولكن غير مقبول أن ينبري أي فرد لتبرير سياسات حزبه أو تياره الذي ارتمى في احضان النظام طيلة فترة الاحكام العرفية ، وشارك في اسوأ حكومة بعد ايلول بشخص واحد من قيادييها ، وهاهو يتحالف مع أسوأ من قاد الدائرة في فترة الاحكام العرفية .
هذا الاسلوب يفقد الانسان احترامه ، وقد كنت ممن يحترمون هذا الكاتب ، واتمنى أن لا يزل به قدمه وقلمه في الذهاب إلى الافتراء على الحقيقة للدفاع عن سياسات تنظيمه ، فقد اصبحت هذه السياسات مكشوفة ولا تحتاج إلى الدفاع عنها ، وأتمنى أن نرتقي في العمل السياسي إلى البعد عن اغتيال القوى السياسية ، لأنه يكفينا ما نشاهده من اغتيال للشخصية في الساحة السياسية ، فاياً كانت خلافاتنا السياسية يجب أن تكون مصداقيتنا عالية في النظر إلى الآخر ، فماذا بقي من البعث لدى صالح قلاب على سبيل المثال حتى يطعن البعث من خلال مشاركته ؟ ، ولن اتطرق إلى الآخرين الذين لم يكن لأي واحد منهم علاقة في تنظيم حزب البعث ممن ذكرهم الكاتب المحترم .
dr_fraijat45@yahoo.com