بعد أن اعتدنا على الجوع وبعد أن أصبح سمتنا ، وبعد أن أصبحت بيننا وبينه وبين الفقر عشرة ومودة وروابط متينة ، بالمختصر بعد أن أدمنا عليه بقدر ادمانه علينا .
أعلنت قبل أيام إدارة الرئيس الأمريكي \"أوباما\" إستراتيجيتها للقضاء على الجوع والفقر ومكافحته في العالم ، ويا ليتهم سيقضون فقط على الجوع العادي ، والبسيط ، لكان الأمر هينا ، ولكنهم سيقضون حتى على الجوع المزمن ، فيا الله كيف سنصبر بعدها دون حقنة هذا النوع الذي أدمناه وبشراهة .
قد يجد البعض الأمر ايجابيا ، فيما سيقول البعض \"يخلف عليهم\" ، فهم يهتمون بنا ، لكني انظر الى الموضوع من منظارين : الأول : الصورة جلية وواضحة فبينما يرموننا في البئر هاهم يرمون لنا حبلا للخروج ، فلماذا أساسا رميتني في ذلك البئر .
المنظار الثاني : والذي لا اشك فيه بالنسبة الي ، أنه ورغم عناء الجوع وآلامه إلا إن فيه كبرياء ، في حين الشبع فيه خمول وكسل والادمان عليه فيه نوع من الضعف والخنوع .
المسألة فلسفية أكثر منها واقعية .. من خلال منظاري .
لن أقول أكثر من أن \"الله يجيرنا\" فكيف سنمشي وننام ونحيا دون جوع ، أظن بأن حالات مشابه لحالات مدمني المخدرات ستصيبنا ، رجة في الأطراف ، حكحكة مستمرة ، تلعثم في الحديث ، تمرير السبابة بشكل عرضي ومتكرر تحت الأنف ، اهتزاز مستمر في الرأس ، وأمور أخرى .
الادارة الامريكية ... رجاء \"بلشوا فينا شوي شوي وحبة حبة\" ، فالإقلاع عن الجوع الذي ادمنتمونا عليه يحتاج إلى وقت .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com