من يشتريك يا زيت الزيتون

كما الحال في كل عام موسم قطاف الزيتون , وجميع الأمور تبدو بحالة جيدة وطقس معتدل مائل للبرودة , امطار خفيفة من وقت لأخر غير مؤثرة ولا تذكر , حيث تفسح المجال لقاطفي الزيتون ان يكملوا جني ثمارهم ومحاصليهم والتي ينتظروها طول العام , وهذا الموسم من أجمل أيام العام حيث يذكرنا بالخير وكرم الأرض وكله من عند الله سبحانه وتعالى , وهذا الموسم بالذات بالذات سيكون له بعض الأثر على اصحاب مزارع الزيتون بداية لإرتفاع اسعار الزيت حيث قدرتها الحكومة ب 70 دينار للتنكة وكذلك هناك اسباب تؤدي الى رفع سعر الزيت وهي ظاهرة تبادل الحمل ( المعاومة ) وهي ظاهرة فسيولوجية حيث عام تنتج الشجرة الكثير وفي السنة الأخرى القليل , وكذلك التصدير والإستيراد يؤثر على السعر , والتصدير ناتج عن زيادة الطلب العالمي على مادة زيت الزيتون الأردني نظراً للخصائص التي يتميز بها وأهما انه بعلي .
ومع وجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في الاردن واكثرها مزروعة بغراس الزيتون ( الشجرة المباركة) وتكون فرصة مناسبة لكسب الرزق لكثير من العاطلين عن العمل , وكذلك تساعد أهل القرى الذين لا يملكون ارضاً او زيتوناً بأن يعملوا ويساعدوا اصحاب الأراضي في قطاف الزيتون , ومنهم من يقطف الزيتون بطريقة الضمان او الحصصية , وهذا بحد ذاته يؤمن لهم الزيتون والزيت للموسم بالإضافة الى جني بعض النقود لتسيير الحال .
وبالطبع المواطنون بدأو من الأن التفكير بسعر تنكة الزيت حيث كانت تكلفتها عام 2004 تتراوح ما بين 25 -30 دينار وارتفعت عام 2005 الى 45 دينار ومن ثم الى 05 -55 عامي 2006 -2007 وبين 5- 70 دينار العام المنصرم وهذا العام ستتراوح ما بين 60 -80 دينار في البلقاءو50 دينار في جرش وعجلون والسعر يخضع لمنطق الطلب والعرض والمنطقة التي قطف منها الزيتون بحد ذاته وحسب الوضع المادي للشخص الذي يملك هذه المادة .
ولزيت الزيتون خصائص مميزة سواء كانت علاجية او غذائية حيث يكون حافظ لمعدل السكر ومفيد لتصلب الشرايين والإمساك ومدر للصفراء وحافظ للضغط وملين للمعدة ويعالج إلتهاب الأذن ويفيد العضلات المنهكة ويعالج الحكة والتشقق بالجلد ويخفف من أثار لدغ الحشرات ويستعمل لمساج العضلات .
ويمتاز زيت الزيتون بطعم ورائحة طبيعية ودرجة حموضة ونقي يحتوي على طعم مقبول ودرجة حموضة لا تتعدى 1,5 درجة والقيمة الغذائية لزيت الزيتون والتي بينتها الدراسات بأنه له قيمة غذائية وطبية عالية لإحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الغير مشبعة الأحادية والتي تصل الى 83 % من زيت الزيتون , والتي تعمل على منع الأكسدة وإحداث توازن بين معدلات الكولسترول الجيد والسيء .
وبالإضافة الى إحتواه على نسبة عالية من الفيتامينات ونسب متفاوته من العناصر المعدنية وكذلك له أهمية في معدل إنخفاض الدم .
وبعد كل ما ذكر هل يستطيع المواطن شراء زيت الزيتون في زمن الغلاء , وحتى اذا استطاع شرائه فلن يتمكن من شراء الكمية التي يشتريها كل عام , وستفقد المائدة مادة غذائية اساسية تعودنا عليها وسنتذكر طعمها ونشتهي ونقول للزمان ارجع يا زمان الذي كان ولن يعود .