زاد الاردن الاخباري -
تقاطعت الموسيقى بالنص المسرحي وبالسينمائي في حفل إشهار رواية «مقصلة الحالم» للشاعر والكاتب جلال برجس الذي أقيم بدعوة من المركز الثقافي الملكي وبدعم من رابطة الكتاب الأردنيين وقدمه فيه الشاعر لؤي احمد وتضمن عرضا لمسرحية تطرقت إلى جزئية من الرواية، تمثيل: أريج دبابنة ومعتز أبو الغنم وأحمد جرادات، موسيقى: بشار خريس وحمزة كلمات، وتأليف: جلال برجس، ورؤية إخراجية: أريج دبابنة، إضافة لعرض فيلم تصوير عدي قبيلات و إخراج معتز أبو الغنم ، عاين جانباً من الرواية وزوايا لجماليات الأمكنة التي تطرق لها العمل الروائي. استلهم الروائي والشاعر جلال برجس مفهوم السجن من بعد واسع، ذلك البعد الذي يحيل الكائن البشري إلى سجين في فكرة الحياة ذاتها.
إذ تدور أحداث الرواية حول شخصية شاب قروي من مدينة مادبا، يعيش في العاصمة عمان يأخذه العمل السياسي بعمق بعد فشله في قصة حب مع فتاة من المدينة، خلقت لديه موقفاً عاماً من النساء كردة فعل للخيانة التي تعدت مفهمومها العادي بحيث تتماهى خيانة الوطن بخيانة المرأة للرجل، في حادثة لا يعرف سببها، يعتقل البطل ويغيب في المعتقل لشعرين عاماً يعود بعدها حاملاً سجنه في دواخله فيصارع عالماً جديداً عليه عالماً رآه الكترونياً كما لا ينبغي. إنها صدمة العولمة التي رآها خالد عبارة عن يد خلطت كل شيء. الشخصية الثانية هي شخصية سعاد التي تعاني شكل سجنها المختلف إلا هو السجن في ذكورية آدم. وفي سجن بلاد الغربة في بلاد على حد قولها (ماهي إلا معسكر عمال) تتعرف بخالد عبر الواقع الافتراضي الذي يتسيده عالم الفيس بوك. السارد يقول حكايته عبر تقنية الفلاش باك من كهف في جبل نيبو في ليلة عاصفة، يأخذ القارىء عبرها في رحلة في مستويات عديدة من البوح الجريء
وكان الشاعر الشاعر والكاتب جلال برجس قدم شهادة إبداعية حول الرواية، قال فيها: «كان يوما تتهيأ فيه السماء ليلية ماطرة، لم أكن أعلم أن ثمة شتاء هو الآخر كان يتهيأ في دواخلي للمجيء، كنت أدور في غرفتي التي اعتدت الكتابة فيها حول نفسي كأن طاقة مغناطيسية دفعتني لمسار واحد، هربت الى طاولتي، أنكببت على الورق، لكنني كلما رحت أخط بادئه الكلام في رأس الصفحة أمزقها، فهربت إلى جبل «نيبو»، لم يدر بخلدي وأنا أحمل حقيبتي وهي تحتوي أغراض من يفر من الاختناق صوب الاتساع، حينها رأتني أفر الى كوة في الجبل، معتقدا أن العاصفة سوف تتراجع الى كوة في السماء لكن الطبيعة حينما تشرع بنحت ما تبادر الى ذهنها من أنصاب النماء، لا تتوقف إلا حينما تنتهي من انجاز الفكرة، وأنا ألوذ بكهف في بطن جبل يطل على فلسطين وهي غارقة في نشوة الماء كامرأة استبدلت الشهوة بشهوة لا ترى».
وأضاف برجس: ثمة أشجار ناشفة في الكهف ما ان اجتاحتها شهوة النار للخشب حتى اشتعل صدري لموسيقى «اندريه بوتشيللي»، أخرجت أوراقا وسلمت القلم لسطوة الكتابة، مرة أضع عيني على رأس القلم وأخرى على بوابة الكهف وهي تمنحني مرآة كونية جعلتني أراني كما لم أتمنى أن ارى، كانت عاصفة جنت بها الطبيعة، فكانت هذه الرواية التي كتبتها، وثمة امرأة تمسك بالقلم وهو ينساب على صدر الورق عني، امرأة في روحها قبس من حياة لا يمكن عيشها إلا اذا ارتطم نجمها بنجمي.
الى ذلك وقع الشاعر والكاتب جلال برجس روايته وسط حفاوة كبيرة من الحضور.