السفيرة : سِـفْــرٌ جديد في سجل انتصارات الجيش العربي السوري

زاد الاردن الاخباري -

من رأى ملامح مراسل قناة الفتنة والضلال ( الجزيرة ) أمس وهو ينقل نبأ سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة السفيرة ومدى الحزن والألم الذي يأكل قلبه وكم كانت تقاسيم وجهه مسوّدة كسواد الليل من خلفه ، لأدرك حجم الهزيمة وثقلها على عصابات الاجرام .
لقد حاول المراسل بكل ما أوتي من عاطفة أن يبيّن للمشاهدين أن عصابات الجيش الحر قاتلت قتالاً أسطورياً على مدى 27 يوما متسلحة بقوة الإيمان وأسلحة خفيفة لا تزيد عن بنادق الكلاشنكوف ، قاتلت جيشا نظامياً مدعوما من مقاتلين من حزب الله ومن العراق وحتى من روسيا ، نعم جنود روس يقاتلون إلى جانب الجيش السوري ! وأن هذه القوات استخدمت كل أنواع الأسلحة حتى تمكنت من السيطرة على مدينة السفيرة ، ورغم ذلك تمكّنت عصابات الجيش الحر من الانسحاب انسحابا استراتيجياً . ربّما على أجنحة الملائكة ) .
أقول هذا الكلام لنتبيّن إلى أي مدى بلغ الغلو والاستخفاف بعقل المشاهد العربي وإلى أي حدٍّ وصل الحقد على سوريا وجيشها العربي .
إن الهدف من هذه الرسالة التقليل من أهمية الانتصار الذي تحقق في السفيرة ، والكل يعلم ماذا يعني تطهير هذه المدينة الاستراتيجية من رجس عصابات القتل والإجرام فالموقع الهام للمدينة على بعد 20 كم من مدينة حلب جعل تحريرها يفتح الطرق أمام تحرير كل ما تبقّى من الريف الشرقي لحلب وتأمين الطريق الإستراتيجي الدولي مما يسهل ويؤمّن وصول التعزيزات العسكرية وكذلك المعونات والامدادات الإنسانية إلى مدينة حلب ، ناهيك عن فتح الطريق أمام الجيش العربي السوري لتطهير منطقة مطار كوبريس .
إن النصر الي تحقق في السفيرة لا يقلّ أهمية عن النصر في مدينة القصير في محافظة حمص ، ومن هنا نستطيع أن نقول : أن الأصوات المعادية سترتفع بالعويل والصراخ والتهديد والوعيد ، وأن الهجمات بالقذائف الصاروخية والهاون وكذلك العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة قد تزداد في الفترة المقبلة ؛ محاولةً منهم لنزع قيمة الانتصار والفرحة من النفوس .
عزيزي القارئ الكريم ، قبل أيام قليلة تمّ تسريب أخبار عن تزويد المعارضة ب( 600 ) طن من السلاح وقد صرّح بذلك أحد أمراء الحرب في الجيش الحر وقال انه في كل أسبوع يتم إدخال ما يقارب 15 طناً من السلاح إلى داخل سوريا ، وأن طائرات التجسس الأمريكية تحلّق بعمق يزيد عن 100 كم داخل الأجواء السورية لتأمين حماية هذه الأسلحة والمقاتلين ، ويتمّ ذلك من الحدود الجنوبية لسوريا التي يبلغ طولها 370 كم فكيف حال الحدود الشمالية مع تركيا والتي يزيد طول الحدود عن 900 كم ، ومعروف للجميع الموقف التركي العلني المعادي لسوريا ، ومدى الدعم والتسهيلات التي تقدّمها للعصابات المسلحة في محافظات الشمال السوري المنكوب .
كما ترافق ذلك مع تسريبات إعلامية صدرت عن صحف و قنوات العدو الاسرائيلي وأكدها مسوؤل أمريكي مفادها قيام ( إسرائيل ) بقصف لقاعدة عسكرية سورية في اللاذقية مخصصة لمنظومة صواريخ دفاع جوي أس 125 الروسية الصنع وهي صواريخ متطورة جداً . والحجة والتبرير لهذا العمل هو منع وصول هذه الصواريخ إلى حزب الله .
إن المتعمّق والمتبصر في مثل هذه التصريحات لا يجد صعوبة في إدخالها ضمن إطار الحرب النفسية التي تشنُّ ضد سوريا حكومة وجيشاً وشعبا بهدف زعزعة الثقة بقدرات الجيش السوري والتشكيك بإنجازاته والتقليل من انتصاراته ، وزرع روح الاحباط لدى المواطن السوري واليأس من قدرة قيادته على حمايته وحماية ممتلكاته والتسليم بأن العقبة التي تحول دون وقف القتل والدمار والقتال في سوريا هو بقاء نظام الرئيس بشار الأسد .
والسؤال لمن يخالجه الشك وتعتريه الريبة :
هل الجيش السوري ودفاعاته الجوية في حالة نوم عميق حتى تحلّق طائرات التجسس الأمريكية على عمق يزيد عن 100 كم داخل ألأجواء السورية ، ولا يتمّ اكتشافها ؟ وهل قوات حرس الحدود نائمة نوم أهل الكهف حتى يتم إدخال هذا الكم الكبير من الأسلحة والمعدات ؟ وهل منظومة الصواريخة الروسية مجرد هياكل حديدية معطّلة لا تعمل فلا تستطيع رصد الأهداف المعادية ؟ وكيف يتم تدميرها والسفن الحربية الروسية منتشرة بكثافة أمام السواحل السورية وهي التي رصدت قبل شهرين تقريباً عملية اطلاق صاروخين في البحر المتوسط ؟
وبعد على كلّ السوريين وعلى جميع الشرفاء ممن آمن بسورية وحمة قائدها وبسالة جيشها أن يزداد إيمانا بقرب النصر ؛ فجمع الكفر والقتل والإرهاب بدأ ينهار وسيولّون الأدبار بإذن الله
عمّــان
غالب راشد