زاد الاردن الاخباري -
يتمترس صقور جماعة الاخوان المسلمين وراء تشددهم بعدم تعديل النظام الأساسي للجماعة؛ للمحافظة على مكتسباتهم.
المناكفات الداخلية التي تدور داخل البيت الاخواني هي العنوان العريض الذي يحول دون تعديل النظام الاساسي للجماعة، للبقاء على ما هو عليه النظام الحالي الذي يتماشى مع أهوائهم ورغباتهم، ويمنع حرية الرأي داخل الجماعة.
المتابع للتعديلات الأخيرة التي اجريت على النظام الداخلي لحزب جبهة العمل الاسلامي – الذراعي السياسي لجماعة الاخوان المسلمين- يرى أن اصرار قيادة الحزب على عدم تعديل المادة المتعلقة بحق الانتخاب؛ أمر مرتبط بحرصهم المحافظة على قوتهم ونفوذهم من خلال المال السياسي.
قيادات داخل جماعة الاخوان المسلمين سبق وأن وظفت المال السياسي قُبيل أيام من اجراء الانتخابات لشراء الذمم؛ لقطف ثمار أموالهم السوداء في صناديق الاقتراع.
كما أن قيادات من داخل حزب جبهة العمل الإسلامي سعت خلال الفترة الماضية لتعديل المادة المتعلقة بحق الانتخاب، على نحو يمنع أياً من أعضاء الحزب المشاركة في الانتخابات داخل الحزب قبل مرور سنة بأكملها على عضوية الفرد في الحزب، وهو أمر رفض من قبل الصقور الذين اعتادوا على التحشيد وتوظيف كل السبل الممكنة لاستقطاب الأعضاء الجدد قُبيل إجراء الانتخابات بأيام قليلة، بما يخدم مصالحهم.
ورغم أنه من غير المنطق أن يحق لمن ينتسب للحزب قبيل يوم من اجراء انتخاباتهم الانتخاب، الا أن هذه رؤية صقورية بحته تنسجم مع قيادات صقور الجماعة، وتمترسهم وراء رؤية ضيقة تنسجم مع الأهواء والرغبات الشخصية، بعيداً عن مصلحة الحزب أو الجماعة.
وعند الحديث عن الرفض الاخواني لإجراء هذا التعديل، لا بد من الإشارة إلى أن اجراء هذا التعديل يتطلب موافقة ثلثي مجلس شورى الحزب، وهو أمر لم يتحقق؛ لأن قوى الشد العكسي الرافضة لاصلاح مسار الحزب من جهة، وجبهة العمل الإسلامي، هي ذاتها القوى الرافضة لمسيرة الإصلاح السياسي التي تحققت على مستوى الدولة الأردنية، وترى الاصلاح بعين واحدة ومن زاوية ضيقة.
والمتمعن في التعديلات التي اجريت من ناحية تقليص عدد أعضاء مجلس شورى الحزب من 120 عضوا الى 80 عضوا، يرى أن هذا التعديل انصب بما يخدم مصالح قيادات اخوانية ضمن معاقلهم واماكن تجمعاتهم، على حساب أعضاء الحزب والتنظيم، في محافظات المملكة التي ينتمي الاعضاء منها إلى تيار الحمائم المتزن.
غريب الأمر أن قوى الشد العكسي داخل جماعة الاخوان المسلمين من جهة، وحزب جبهة العمل الاسلامي، هي التي تتحدث عن الاصلاح السياسي في الاردن، وفقاً لأفقها الضيق، ومن ثم ترفض اصلاح مسار جماعة الاخوان المسلمين من جهة وحزب جبهة العمل الإسلامي من جهة أخرى.
الراي