عذرا يا جلالة الملك : إنهم يدفعوننا لركوب الصعب دفعا

زاد الاردن الاخباري -

سيّدي حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فإنّه لا يخفى على جلالتكم ما يعانيه رفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين من ظروف معيشية قاسية يتحملونها بصبر الرجال الذين تخرجوا من مدارس الشرف والرجولة وعاشوا في ميادين التضحية والفداء في جيش الغرّ الميامين من آل هاشم الذي أسسوه على الصبر والأخلاق والتقوى , وهذه الظروف القاسية تدفعهم بعد التقاعد للبحث عن عمل ؛ لأنّ رواتبهم التقاعدية لا تكاد تفي بنصف متطلبات حياتهم المتقشفة .........
ونحن مجموعة من المتقاعدين العسكريين تمّ تعيينا في وزارة الأوقاف مؤذنين للمساجد على حساب المادّة 305 , وإدراكا من جلالتكم لما تعانيه هذه الشريحة من أوضاع قاسية فقد أمر جلالتكم بتثبيتنا عام 2007م , ونشر ذلك في جريدة الدستور بتاريخ 11/11/2007م وبعد أربعة أعوام من التسويف والمماطلات وافقت الحكومة على تثبيت 1800موظفا وذلك في قرار مجلس الوزراء رقم (2105) تاريخ 23/8/2011م , على أن يكون التثبيت على ثلاث دفعات , فتمّ تثبيت الدفعة الأولى بتاريخ 2012/8/1(248) والدفعة الثانية بتاريخ2013/1/31 وعددهم (450) موظف , وبقيت الدفعة الثالثة في الانتظار , علما بأنّ التثبيت لم يتمّ وفق أسس واضحة وشفافة , فكان لهذه الفئة التي بقيت في الانتظار ومطالبات واجتماعات ومناشدات قوبلت بوعود وعهود من قبل الحكومات المتعاقبة بتثبيتهم أسوة بزملائهم , وبعد تلك الجهود وتلك الوعود والعهود رفض دولة رئيس الوزراء تنسيب معالي وزير الأوقاف الحالي بتثبيتهم مصرّا على أن يشملهم قراره بأن يخضع ذلك لديوان الخدمة المدنية غير آبه لما سبق من أمركم السامي بتثبيتهم , وغير ملتفت لقرار مجلس الوزراء المشار إليه آنفا والذي تضمن تثبيت الجميع , وقد تمّ بالفعل تثبيت أكثرهم , وغير مكترث للعهود والوعود التي قطعت من قبل الحكومة والوزراء المختصين .
سيدي وقد سبق وإن وجهنا إلى جلالتكم المناشدة تلو المناشدة ولكن كما يبدو أنّ هذه المناشدات لم تصل إلى مسامع جلالتكم أو أنّها وصلت بطريقة محرفّة مشوهة من قبل الذين اعتادوا تزوير وتزييف الحقائق , وشكّلوا حجابا كثيفا بين جلالتكم وبين شعبكم الذي أصبح لا ينال أبسط حقوقه إلاّ بعد مسيرات واعتصامات وتصوير فضائيات ...
سيدي صاحب الجلالة :
إنّ تثبيت قسم منّا بدون أسس مقبولة واستثناء قسم بعد تلك الوعود , وإغلاق الباب نهائيا في وجوهنا , وإخفاء هذه الحقائق المرّة عن جلالتكم , وإيقاع هذا الظلم الصارخ علينا مع حجب صوتنا من الوصول إلى جلالتكم لم يترك أمامنا أيّ خيار سوى الاعتصام المفتوح الذي لن ينفضّ إلاّ بإجابة شافية من جلالتكم شخصيا , ونحن نرضى بما يقرره جلالتكم حتى لو قرر أننا لا نستحقّ التثبيت , مقدمين اعتذارنا سلفا لجلالتكم على لجوءنا الاضطراري لهذا الخيار لأنّ الحكومة وموظفي ديوانكم العامر قد أغلقوا أمامنا جميع السبل , ولم يتركوا أمامنا إلاّ هذا الخيار الذي لم نكن نحبّذه ولا نريده , ولم نعتد عليه , ولسنا ممن يشجعون مثل هذه الأساليب في نيل الحقوق , ولكننا نؤكد لجلالتكم أنّ الحكومات المتعاقبة قد انتهجت نهجا منذ سنوات يدفع الناس دفعا للجوء للشارع وهم يطالبون في أبسط حقوقهم , والأمثلة على ذلك لا يعدّها عدّ ولا يحدها حدّ , حتى وصل الناس إلى قناعة بأنّ هؤلاء المسؤولين يتآمرون على جلالتكم وعلى الوطن وأهله , وكأنّهم ينفذون أجندات خارجية تريد إيقاع هذا الوطن في مستنقع الفوضى .
سيدي صاحب الجلالة : الناس كلّ الناس ينتظرون من جلالتكم وقفة هاشمية تاريخية لإنقاذ الوطن وأهله من عبث هؤلاء الذين استغلوا مواقعهم , ونفوذهم , وثقة جلالتكم بهم فسلكوا نهجا متآمرا أوصل الوطن إلى حافّة الانهيار , فالغوث الغوث , فنحن النذير العريان , فالأمر جلل , " وأنا النذير العريان " ولا نملك إلاّ أن نتمثل بقول نصر بن سيّار إلى بني أميّة عندما ظهرت " المسودّة " في خرسان , حيث يقول:
" أرى خَلَلَ الرَّماد وَمِيضَ جمرٍ ... وأَحْرِِ بأن يكون له ضِرامُ "
" فإن النار بالعودين تُذْكَى ... وإنّ الحرب مبدؤها الكلام "
"فقلتُ من التعجّب ليت شعري ... أأيقاظٌ أُميّةُ أم نِيامُ
سيدنا المعظّم :
كلّ الصلاحيات بيد جلالتكم , والمؤسسة العسكرية والأمنية طوع بنانكم , والشعب رهن إشارتكم فأنقذ الأردن من هؤلاء البرامكة وأحفاد ابن العلقمي , فهؤلاء هم العدو المتآمر , ولا عدوّ للوطن سواهم .
حمى الله الأردن , وحفظ الله جلالتكم قائدا رائدا لهذه الأمّة , وحاميا لهذا الشعب , وتفضلوا بقبول فائق الاحترام مولانا المعظّم .

عنهم : زيد سليم المعيش