ان الكرامة وعزة النفس هي من افضل الصفات التي تجعل المرء يفتخر بهذه الصفات كما يفتخر محبوه وعشيرته بمن يملك هذه الصفات الجميلة وان هذه الصفات كانت في الأمة العربية حتى قبل الإسلام وفي زمن الجاهلية إذ كان العرب أيام الجاهلية يعتزون بكرامتهم ولا يقبلون الذل أبدا وكانت نفوسهم عزيزة رغم قلة الإمكانات وهذا يعني ان الكرامة وعزة النفس ليس لها علاقة بالبترول أو المليارات ولنأخذ مثالا من التمسك بالكرامة وعزة النفس الشاعر الجاهلي عنتره بن شداد والذي لا يعرف شبابنا عنه اكثر من انه احب ابنة عمه عبله وقال فيها الشعر ولكنهم لم يحفظوا اعتزازه بالكرامة إذ يقول
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزل
لله درك يا عنتره ما أروعك وما اروع تشابيهك لأنك ترفض آن تشرب ماء الحياة بذلة بل تطلب ان تشرب بالعز كأس الحنظل المشهور بمرارته ويشبه ماء الحياة بذلة كجهنم بينما يرى جهنم بالعز أطيب منزل
لو كان قادة الأمة العربية يحملون عزة النفس هذه لما احتلت بلادنا ولما استصغرنا أعدائنا ويكمل عنتره عزة نفسه وكرامتهابقوله
ينبئك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنم
لو كان القاده العسكريون في زمن الأسلحة عن بعد يملكون هذه الروح وعزة النفس لكنا انتصرنا بكل معاركنا فقد كان يقدم كالسهم على أعدائه يفتك بهم وعندما يأتي توزيع الغنائم يبتعد تعففا
ويكفيه فخرا ان رسولنا الكريم محمد قال (ما وصف لي أعرابي قط فأحببت ان أراه الا عنتره)