زاد الاردن الاخباري -
خاص-طارق أبورمان- مرض عضال...يطال جسم المجتمع ليتغلغل فيه ويتعدى كونها حالات فردية تبرز على استحياء بين الفينة والاخرى, فقد اصبحت وباءا مستشريا, وظلما مفروضا على المواطن شاء ام أبى..
وتتباين اشكالها بين مجرد دقائق اضافية من الانتظار... وبين سنوات طوال من الظلم و الحرمان...لكنّ الجرح واحد فما ترتب على الاحساس بالغبن وعدم المساواة عميق وثقيل في مواجهة تلك الظاهرة... المتمثلة بالواسطة!
الدكتور كامل الطراونة...أحد ابناء الاردن يروي قصته, عسى ان تتزحزح تلك الصخرة الجاثمة على صدره :
"كنت مدرسا في كلية الكرك للغة العربية لثمانية عشر عاما, وعلى نظام الخدمة المدنية, تقدمت أنا وزميل لي لكي نتحول إلى جامعة البلقاء التطبيقية.
حينها كانت الجامعة تريد واحدا منا ، فكانت الامور تسير لصالحي لاعتبارات الكفاءة والخدمة وجودة الجامعات التي تلقيت تعليمي فيها، فعلى سبيل المثال كان البكالوريوس عندي جيد وعند زميلي مقبول ، وكان الدبلوم العام عندي من جامعة مؤته ، ودبلوم زميلي من الجامعة اليسوعية، وكان الماجستير عندي من جامعة عمان العربية وهي جامعة اردنية وبالانتظام وكان ماجستيره من جامعة الخرطوم انتساب، والدكتوراه عندي من جامعة عمان العربية وبتقدير ممتاز وبمعدل 39,9 من 40وكان تقديره33 من 40 ، خبرتي في التعليم العالي ثمانية عشرعاما وخبرته أربعة أعوام"....
حالة من الاستفزاز والاحباط والسخط الممزوج بالذل يفرضها منطق الواسطة, تسيطر على الدكتور الطراونة..... فقد وجد ان زميله تم قبول طلبه بالتحويل إلى الجامعة ، ولم يقبل هو...
فعلى ما يبدو ان ""الواسطة"" فضفاضة الضمير وواسعة الذمة ...قد لاقت استحسانا لدى بعض ذوي القرار....
أنين الطراونة يمتد خلف ستار الحرمان وهضم الحقوق, متالما في صمت بسبب كسوف شمس الجدارة والمفاضلة والأحقية.
يكمل الدكتور الطراونة, كاشفا عن انين اخر يصم الاذان, قائلا:
"قاعدني وزير التعليم العالي , و لم اكمل 26عاما في الخدمة بعد, وها أنذا أجلس في بيتي دون عمل، أحمل دكتوراه في المناهج وأساليب تدريس اللغة العربية، وراتبي التقاعدي 320 دينارا أسكن في المزار الجنوبي وأدفع من راتبي التقاعدي 300 دينار أجرة شقة في عمان لأانني أعالج ولدي في مركز الحسين للسرطان ، هل العشرين دينار المتبقية تصرف على اولادي في القرية ؟!!!!!!!
فيا من سولتك نفسك لظلمه...
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم