زاد الاردن الاخباري -
سامي العتيلات
التقينا بعد فراق دام سبع سنوات ...
استرجعت خلال ثوان قصيرة شريط ذكريات سعيدة جمعتني بأصدقاء لا أستطيع إلا أن أذكرهم دائما الا بكل خير ..
دافئة كانت لحظات اللقاء .
أنظر بتمعن في وجهه ..
أبحث عن ذلك الشيء الذي تغير في معالمه ..
إنها تلك الخيوط البيضاء التي احتلت مساحة لا بأس بها من سواد شعره الجميل .
تبادلنا السلام ...
سألنا عن الصحة و الأحوال ...
أردنا أن نعرف أكبر قدر ممكن من الأخبار في أقل وقت ممكن من الزمن .
لم تعجبه الوظيفة يوما ً ..
افتتح محلاً للأزياء الرجالية .
اسمه سان لوران للأزياء
متزوج و لديه ثلاثة أطفال ...
الفرد , أليسا , و...جاك.
ذكر أسماء أبنائه وارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة سرعان ما تبخرت حين لاحظ امتعاضي ودهشتي .
-ما رأيك بالأسماء ؟؟
-(بتهكم ) .. جميلة , ومن اختارها لكم ؟
-أنا وزوجتي ,حيث نتابع أفلاما أجنبية ونختار منها .
- أسماء أجنبية .. غير متداولة كثيرا ..
-حرصنا أن تكون غير مكررة في القرية , أو ضمن العائلة .
- لقد بذلتم على ما يبدو جهداً في انتقائها .
-هل تصدق ...استغرق كل اسم أكثر من شهر حتى تم اعتماده أخيراً
-ألم يخطر ببالك أي اسم عربي أو ديني خلال الشهور التي كنت تنهمك فيها بالبحث عن أسماء أجنبية لأولادك .
- مددت يدي مصافحاً , وأنهيت هذا اللقاء الذي أثار استغرابي و أعصابي على حد سواء .
ما هذه الثقافة الفيروسية التي ما زالت تعشعش في نفوس البعض من أبنائنا؟؟
لماذا التهافت على أسماء أجنبية لا نعرف حتى معانيها ؟
و لماذا هذا التسابق في اختيار أسماء بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وإرثنا الأصيل؟
لماذا آثر ذلك الفلاح العربي الأمي تسمية ابنائه بأسماء عربية وإسلامية و تقصد ذلك الجامعي المثقف المتعلم اختيار أسماء شاذة عن ثقافتنا وهويتنا العربية مع احترامي لكل الأسماء .
أعزائي القراء ....
نستجدي عزتكم و ثقافتكم ونطلب منكم أن تعيدوا النظر فيما تختارونه لأولادكم من أسماء سيحملونها طيلة حياتهم ..
ساهموا في المحافظة على ما تقدرون عليه من هويتنا العربية الأصيلة وافتحوا كتب التاريخ واقرأوها جيدا عساها تنفع الذكرى ..
دعوة صادقة أوجهها لكل الآباء والأمهات باختيار أسماء لها معان ودلالات جميلة .
قد يكون الأمر صعباً ومحرجاً في بداية الأمر لكنه سيساهم في إيقاظ بعض النائمين من غفوتهم التي نتمنى أن لا تطول كثيرا , حيث لا نريد لمن يسمي أبناءه بأسماء أجنبية أن تصبح فهارس لكل من يرغب في تشويه هويتنا وثقافتنا والعبث بإرثنا الذي نعتز به أيما اعتزاز ونفتخر به عظيم الافتخار .
كما نطالب مؤسساتنا الثقافية و الاجتماعية ,والدينية للتصدي لهذا الغزو الثقافي, ونهيب بأقلام كتابنا واعلامنا أن يساهموا بنشر المقالات وإقامة المحاضرات التثقيفية التي تتناول هذا الموضوع لما له من أهمية كبيرة في وقتنا الراهن لأنه في حقيقة أمره يعد طمسا لهويتنا الحضارية .