أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جيش الإحتلال يرصد إطلاق صواريخ من قطاع غزة - فيديو الأردن الشريك التجاري الثالث عربيا للإمارات ملك إسبانيا يزور مدرسة بنات البقعة التابعة لوكالة الأونروا تراجع قيمة التجارة العربية في عام 2023 بنسبة 3.7% جهود القوات المسلحة الأردنية خلال عام من الحرب على قطاع غزة بلدية إربد تنذر 315 منشأة وتخالف 60 خلال أيلول الماضي وزير الطاقة: القطاع قادر على تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي المستشفى الميداني الأردني غزة/4 يستقبل 1344 حالة خلال أسبوع موجة نزوح كبيرة من جباليا بسبب هجوم للاحتلال الإسرائيلي وزير خارجية رواندا: الكونغو رفضت توقيع اتفاق لإنهاء صراع حركة إم 23 الملك وولي العهد يستقبلان الرئيس الإماراتي لدى وصوله إلى مطار ماركا عاصفة غبارية باتجاه المناطق الشرقية من الاردن من هو الرئيس الجديد للمجلس القضائي الأردني؟ الملك: أرحب بصديقي جلالة الملك فيليبي السادس نتنياهو يتفقد القوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان الشرطة الإسرائيلية: إصابات عدة فيما يشتبه أنه هجوم بالرصاص قناة إسرائيلية تنشر مقتطفات من نتائج تحقيقات في أحداث 7 أكتوبر السيسي: جيشنا قادر على فعل المستحيل مهما عظم استشهاد 85 وإصابة 292 من كوادر دفاع مدني غزة منذ بدء الحرب الجيش السوداني يسترد جبل موية وعقار ينسحب من مؤتمر بجنوب أفريقيا
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام يا "محمد جبران" أذكرني فقد كنا أصدقاء

يا "محمد جبران" أذكرني فقد كنا أصدقاء

07-11-2013 01:38 AM

دعوني أكتب، عن ميت،فقد ندمت يوما، عندما كتبت عن الأحياء، ربما لأن الأموات، هم الأحياء "بحسب الخاتمة"فمن اعتقدت، انهم ماتوا، ورأيت لهم خاتمة حسنة،وفي الخواتم الحسان يكمن المجد.

وأستطيع أن أتبجح، أنهم لن يخذلوني، ولن ينقلبوا إلى النقائص،فأرتد على عَقِبَيَّ،وأندم على مدحهم.


صديقي مصطفى جبران،الشهير "بمصطفى الصوريفي"فقيهٌ وطالب علم مجتهد، وداعية،ويتكلم بأسلوب وقور، ويسهب أحيانا في الشرح،حتى بعد أن أذكِّرَهُ، بأنني فهمت،ربما لانه يظن، أنني أدعي الفهم.

جلست عنده ذات نهار،فدخل علينا شابٌ،أدركت من خلال الشبه، بأنه شقيقه-كان لطيفا جدا،ووادعا- قلت للشيخ:أخوك؟ قال: نعم قلت: هذا الذي كان في الفلبين؟ قال: نعم محمد.



هو يكبرني وصديقي مصطفى، بعدة سنوات،كان هادئا وادعا،التقيت به أكثر من مرة بعدها، وتحدثنا سريعاً،كان حديثه رقيقاً،وأذكر أنه حدثني عن معاناةٍ، وجدها في الفلبين،لم تتغلغل بيننا صداقة حميمة،وظلت العلاقة في إطار أخوة الدين.

سمعت قبل مدة، أنه هب لنجدة المستضعفين، في سوريا،ضد بشار النصيري وجيشه المجرم،وشبيحته المجوس،وقبل أيام سمعت، بأنه استشهد هناك، ولا أزكيه على الله.

لا أدري فجأة بدأت أتضاءل! وأنزوي من نفسي، وسْط حزنٍ ساكنٍ،وبدأت أشعر أنني معاق جدا، وبعض شللٍ يجتاحني.





هناك في أعالي "السلط" نصبوا من أجله بيت عزاء،وأطلقوا عليه عرساً،نعم ثمة عُرْسٌ هناك، وأضواء من كهرباء، وحبل من رجال، يتدلى خارج الصيوان ، وشباب ملتحون، يقفون ولا أثرا لحزن أو دموع ، كل إخوته حضور،تعرفهم بسيماهم كلهم أشقاء، وفي وسط الصيوان، شيخ موغلٌ في الشيب، وطاعن في الإبتلاء، وممعن في الحمد، يفيض بشاشة كأنما نحن في عرس حقا.


صافحت إخوته، ودلفت إلى الشيخ فكان غريبا، إنه فرح بهذا العرس، ويدعو بأن ينتصر الدين،ولم أجد في تلكم ألارجاء، رائحة الحزن! ربما هو راكدٌ، في الأنفس،على شكل لوعة حرَّى،بسبب الفراق،فيطفئها رجاءٌ، بأنهم قد قدموا، واحدا منهم إلى الله قربانا، فهذا قد يخفف لوعة الحزن ويرسم فوق جباه المؤمنين علامة البشر.

محمد ليس من أصدقائي،ولست من أصدقائه، لم أكن أذكره ولم يكن يذكرني،اللقاءآت كانت خاطفة،ليس ممن يستطيعون، التنظير بإسهاب ، جُلُّ كلامه منصب حولَ، عموميات الإيمان والتوكل.ولم اسمع باسمه يتردد كثيرا بين من أعرفهم.


وفجأة يرتقي! في معارج الشهادة،ويكتب بدمائه،درجات نسمو إليها، من الحظوة عند رب العالمين،وفي غفلة منا! يصعد في تلك المعارج، ونراه بأمنياتنا مَلِكاً ونحن ما نزال في حضيض العبودية.

هكذا ودع محمدٌ زوجته،وتعاهدا أن اللقاء، سيكون في الجنة،وتسلل في عتمة الخوف، ليس ليقطع البحر، بواسطةالمهربين، إلى أرض الأحلام، ليستمتع بكثير من ألوان العملة الصعبة؛وإنما لأرض الخوف، والدخان، ووجع الجراح، والسخام والبارود، والأشلاء.


وهناك أبلى، في عدو الله، بما رزقه الله، من البلاء؛ ثم انتفضت أشلاؤه، لتكتب سطرا، في تاريخ الدين الماجد.

هكذا كتب محمد (فليحيا "الصامتون" وليصعدوا، في معارج الكرامات، ولينفضوا عن كواهلهم، غبار هذه الدنيا، المليئة بالخداع والمتاع وبالرعاع) .

مِتنا ذات ثرثرة، يا محمد جبران، وحَييتَ في صمتٍ، فاشفع لنا إن تلاقينا، فها إنني أزعم أننا قد كنا أصدقاء).









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع