لقد زادت في الآونة الأخيرة في العالم الاسلامي دعوات الفتنة بين المذاهب الاسلامية التي تنضوي جميعها تحت راية الاسلام وحب الله ورسوله وهي فتن يصفها ديننا الحنيف أنها أشد من القتل لأنها تقود الى هلاك الكثيرين من المسلمين ولا تخمد الى يوم الدين ... ويقف وراء هذه الفتن المتطرفون من طائفتي السنّة والشيعة الذين شوهوا صورة اسلامنا أمام العالم الخارجي ونحن بريئون منهم .. اذ هم يشكلون أدوات سلبية يخدمون عن قصد أو غير قصد أعداء الأمة من اليهود والصهاينة .. فتراهم يسعون لتحويل أنظار المسلمين الى الخلافات المذهبية بدل ان تتوجه صوب الأقصى والأماكن المقدسة الخاضعة تحت الاحتلال الاسرائيلي .
فتارة يحثون على اثارة الطائفية والدعوة الى مقاتلة العرب المسلمين من رجال الجيش في سوريا والعراق وغيرهما من بلاد العرب .. وتارة يزرعون الكراهية بين الشعوب من خلال تنفيذ عمليات ارهابية مسيئة تودي بخسائر مادية وتزهق ارواحا بريئة في هذا العالم .. والويل الويل لمن ينتقد هؤلاء الخوارج من الطائفتين .. واذا خالفت رأي أو فكر أحد منهم يثور ويرد عليك بالشتيمة والتهديد يالموت وقطع اللسان والدعوة بالابتلاء ثم ينعتك بالكفر والزندقة ويبشرك بدخول جهنم التي هي مأواه ومصيره بعون الله بعد أن اقترف الآفاك والذنوب وساهم بزج المئات في النار من الأبرياء المضللين لقاء وصفهم بالمجاهدين والشهداء ومنحهم مفاتيح الجنة التي وهبها الله للمؤمنين الطيبين الصالحين من عموم أهل البشر .
وهناك عند الشيعة نشاهد قنوات فضائية خاصة بالجماعات التكفيرية تبث سموم الحقد والكراهية لأهل السنّة من خلال سرد القصص المدسوسة ضد الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان وصحابة وزوجات رسول الله (ص) كقنوات الزهراء والكوثر وأهل البيت والأنوار والمهدي والمعارف ومعظمها موجهة ومدعومة من جهات ذات ارتباط مباشر بالصهيونية العالمية .
لقد بلغت المغالاة عند بعض المتشددين من الجانبين وصف كل طرف للآخر بانحرافه عن مبادئ الدين الصحيح واباء بعضهم الصلاة خلف امام من الطائفة الأخرى واتهام مشايخ السنة لأهل الشيعة أنهم يمارسون الرذيلة والدعارة تحت ما يسمى بزواج المتعة .. علما أن المجتمع الشيعي كما شاهدته في طهران وفي النجف وكربلاء ومن خلال صداقتي لعدد منهم في العراق والاردن هو من اكثر المجتمعات المحافظة والملتزمة على خلاف ما يشاع هنا وهناك .. كما يتهم مشايخ الشيعة أهل السنة ببعد رجالهم ونسائهم عن الدين ومحبتهم لكافة الصحابة رضوان الله عليهم دون تمييز وتحالفهم مع قوى الاستكبار العالمي ضد ايران المسلمة .
وخلاصة ما أود التأكيد عليه أنّ السنّة والشيعة جميعهم أخوة مؤمنون بالله ورسوله ويتعين على كل واحد منا أن يبحث عن الحقيقة فلا يرتكن على التكفيريين من الطائفتين أن يرسموا طريق حياتنا كما يحلو لهم بعد أن تأكدنا من كذبهم وتزويرهم للحقائق وانحرافهم عن جادة الصواب .. فنحن أيها الأخوة مسلمون ولا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى كما أن احترام كلّ ذي رأي وفكر من الناس هو نبراس حياتنا كمسلمين .. أما محاولة فرض الرأي والفكر على الآخرين بالقوة والقهر وبالعنف والسيف فهي محاولة مرفوضة ومذمومة وهي النتيجة الطبيعية لأسباب ضعفنا وتقهقرنا وعزلنا عن العالم وعدم قدرتنا على مواكبة العصر .
حمى الله الامتين العربية والاسلامية من الفتن والدسائس وصناع الفتاوى وليتق الله كل منهم وليبذل كل قادر غاية وسعه لوأد الفتنة ورأب الصدع واعادة اللحمة بين اخوة الاسلام التزاما بقوله تعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون ) صدق الله العظيم .