أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الدفاعات الجوية السورية "تتصدى لأهداف معادية" الديوان الملكي السعودي يعلن: الملك سلمان وبناء على ما أوصت به العيادات الملكية يجري بعض الفحوصات الطبية المحامون يوقفون مرافعاتهم لمدة ساعة يوم الإثنين مفوضية اللاجئين تدعو لوضع حدٍّ للكارثة الإنسانية التي تجتاح لبنان الصفدي يبحث مع نظيره الإسباني الجهود المستهدفة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار العراق يحذر من جرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة أميركا عرضت تعويضات على إسرائيل حتى لا تهاجم بإيران صحفي أميركي يضرم النار بنفسه دعما لغزة نقابة الكيميائيين بلبنان: إسرائيل استخدمت قنابل محرمة دوليا استطلاع: 86% من الإسرائيليين غير مستعدين للاستيطان بمحاذاة غزة 3 شهداء في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان المستشفى الميداني الأردني بجنوب غزة يستقبل 1344 حالة خلال أسبوع البلقاء التطبيقية: مقاعد شاغرة على البرنامج الموازي لمرحلة البكالوريوس صحيفة أميركية تكشف خفايا خطة البيجر واختراق الموساد لحزب الله البابا فرنسيس يطالب بوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط وكالة: إلغاء الرحلات الجوية في المطارات الإيرانية حتى صباح الاثنين الأردن يدين مساعي الكنيست الإسرائيلي لحظر أنشطة الأنروا في فلسطين الملك يستقبل وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي منظمة كير: حرية التعبير بواشنطن تستثني فلسطين طواقم المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة 4 تباشر أعمالها
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث "دولــة الرئيــس المُنقِــذ"

"دولــة الرئيــس المُنقِــذ"

09-11-2013 02:06 PM

زاد الاردن الاخباري -

قبل أن أبدأ مقالتي هذه فإنني أستميح القارئ عُـذراً ودولة الرئيس أنني أكتب في قضايا المواطن الإقتصادية ولأكثر من مرة ولَعلّ هذا فيه تجاوب مع الأحاسيس المشتركة عند الجميع كما أنه ردة فعل على تصريحات دولة الرئيس التي يبرر فيها قراراته إلى الحد الذي وصل به الى القول أنه جاء ليُنقذ السفينة التي بدأت تغرق وبهذا يجعل من نفسه أباً للوطن وأنّـه الرئيـس المُنقِـذ الذي أجبر المواطنين على قلة الأكل إلى درجة الهلاك.

والآن أبدأ حديثي حول المقابلة التي أجرتها صحيفة الغـد مع دولة رئيـس الوزراء، نشرتها الصّحيفة يوم الأحد الموافق 3-11-2013؛ تناول فيها مجموعة من القضايا كان من أبرزها:

1- أن الحكومة لا يوجد بها فاسد وملف وزرائه نظيف.
2- الحريات وملف معتقلي الحراك.
3- حرية الإعلام.
4- قانون الانتخاب والصوت الواحد.
5- القرارات الإقتصادية.
6- علاقة الحكومة بمجلس النواب.
7- الملف السوري.

وللحقيقة أقول أنها موضوعات الساعة على الساحة الأردنية ولدولة الرئيـس حـق الرأي والقول كما يشاء، فمنه القـول ومِنّـا السّمـع والطاعة لأنه يجلـس على كرسي لا يسكُـن عليه إلا كُـل حَصيـف وصاحب بصيـرة، ولكن ليسمح لي دولة الرئيـس أن أناقـش قَضية واحدة مِـن القضايا التي تناولها في المقابلة وهي قضية "القرارات الإقتصادية" لأنها الأهم في انعكاساتها على حياة المواطن أولاً ولأن القضايا الأخرى على الرغم من أهميتها فإن المواطن يضعها في المرتبة الثانية على سلم الحاجات كما أن بعضها قد يعتبر بعض المسؤولين الخوض فيها من باب الفضول والقول الذي لا يسمـع، كما أنني أرى أن بعضها لا يحتاج إلى مناقشة لأن موقف الحكومة فيها متذبذب ينفي ما أورده دولة الرئيس كالملف السوري وتنزيه الحكومة وأعضائها بعد غسلهم بماء زمزم.

سيدي دولة الرئيس:

لقد ورد في مقابلتكم حول القرارات الأقتصادية مجموعة أفكار أساسية قلتها بملء الفم وهي:

أ- قلت " كنـت أعرف أن السفينـة تغـرق"
ب- أنك "عندما تسلمت الحكومة كان الوقت متأخراً"
ج- وقلت " عندما تسلمـت الحكومة كان وضع الموازنة مزرياً"

وهنا أقول:

أولاً: إنّ السفينة التي تعنيـها أعتقد ويعتقد معي كُـل الشّعب الأردني أنها صُنعت من المواد التي صُنعت منها سفينة نوح فهي عَصِيّة على الغرق وقد صُمِّمت لِتُـوصِل راكبيها إلى شاطئ الأمان كما استقَرّت سفينة نوح على الجُودي بعد أعظم طوفان، ولكنني أتساءل هنا يا سيدي:

ما دُمنا نَعرف وأنت تعرف أن السفينة مُحكمة الصٍّنع وأن تَهالُكها واهتراءها يحتاج إلى زمن وأن من بناها قد بناها لتبقـى فكان لا يُسلِّمها إلا لمن يفترض فيهم الأمانة والإشراف الصادق على سلامتها وبقائها وديمومتها فكيف وصلت إلى ما وصلت إليه ولم يظهر أي شق أو عيب فيها؟

وإذا كانت هناك عيوب أتساءل لماذا لم يتحدث عنها رؤساء الوزراء والوزراء السابقون؟ فإن كانت ولم يتحدّثـوا، كنـت أتمنّـى من دولـة الرئيـس أن يُشخِّص المرض ومراحلـه، ومراحل تطـوّره ومسؤولية كُـل طبيب معالج وكُـل وزير ورئيس وزراء ساهم في الفتـق أو إخفائه عن الأعيُـن حتّـى تَصـل السفينـة إلى ما تقوله من الغرق، أعتقد يا دولة الرئيـس أنّ هذا الكلام فيه غَمـز واضِح بِكُـل مسؤول سبقَـك يُوحي وبِشكـل واضِح أنه لا بد أن يخضع كُـل رؤساء الوزارات السابقين ووزرائهم للمُـساءلة.

ثانياً: أما قولك "إنك عندما تسلّمـت الحكومة كان الوقت متأخراً"، فكأني بك تطعـن بأحقية كُل من سبقك من رؤساء الوزارات وأنت حَـي وتطعن بأدائِهم لأنهـم ليسـوا أهلاً للمسؤولية وليسوا من بيتها، فكأني أعيد مقولة القائلين "بعدم جواز الإمامة مع وجود من هو أحق بها"، كما أن الأئمة السابقين لم يكونوا يجيدون الإمامة لا بل كانوا يلحنون بالقراءة ويخرقون السفينة ثم يخفون عيبها.

ثالثاً: أما قولك أن وضع الموازنة كان مُزرياً: فإنني أتساءل ما دام الوضع كان مزرياً كما تقول فلماذا تَمّـت زيادة الموظفين قبلـك بِزمن قليـل؛ هذه الزيادة التي أصبحت لُقمة من زقوم أكلها المواطن ثـم قطًّعـت أحشاءه وأسقيته عليها ماء من حميم.

إن كان وضع الموازنة كذلك وتَمّـت الزّيادة، فهل رؤساء الوزارات يضعون مصائد لبعضهم وأنت تعرف أن المصائد تُوضع للكبار ولكنها تَصيـد الصغار الجياع، وقد أحسنت الصّيد، فجمعت الزيادة وأضعافها والحبل على الجرار والمواطن يشكـو صابراً.

إن كان الأمر كذلك فلم لا يُحاسب من لا يقرأ ولا يكتب ويتخذ القرارات الاستراتيجية التي تضر بالوطن وتشُـق السفينة ومع ذلك يظـل مجلسه في صدر البيت، وإذا قام للراحة أو قضاء حاجة يظل مجلسه خالياً حتّى يعـود.

وفي الختام فإنني أريد أن أذكر دولة الرئيـس بالحقيقتين التاليتيـن اللتين يعرفهما كل مواطن أردني وهما:

1- إنك لست نسيج وحدِك وأنـك لست المُنقِـذ الأوحـد فإن في الأردن رجالاتـه منـذ أن وُجد، رجالات صادقون مُخلصون يُقدِّسُـون أرضه وسماءه، يبذلـون أرواحَهم وأبناءهم في سبيله ولكن هؤلاء عليهم سـد يأجوج ومأجوج مصنوع من زبـر الحديد صنَعه وبناه من يستقوُون ........ على الوطن.

2- إن الحق أبلج والحقيقة مُرة وكما قال الشاعر النبطي:

"يا صدري تحمل ضيقتك والصدور قبور .... دفنا السوالف ما كشفنا لها عورة
ولد لا تقول الحق لا تكشف المستور .... عن الحـق ثلثيـن السواليـف محظـوره"

وأنا أقول مهما تحـدّث الإنسان عن نفسِه ومهما قال فإن الناس كُل النّـاس تقرأ وتُحلّـل وتستنتـج وتنطِـق ببعض ما تُفكر، لكن أغلب الفِـكر مركون في الصّدور وإن شاء الله أننا سنظـل ننطِق بما هو حق يُرضي الله دون خــوف أو وَجـل.

أمام هذا الواقع وفي هذا السّـوق الذي يَكثـر التّجار فيـه فإننا لا نجد ملاذاً ولا مرجعية إلا العودة لصاحِب السفينة وصانعها داعين الله أن يحفظه ويحفظ السفينة وثقتنا مطلقة بأنّ من صنعها وقادَها لا يتركهـا للريح ولا لتجار يوظفونها لبضاعتهم فقط وإنّ نوحاً وذريتَـة من إسماعيل ومن مُحمـد وفاطمـة هم من يُحسِنُـون الصّنـع والصّيانة وهم من يَرتـقون الفتـق ويُصلِحون ما يُفسِـده النّـاس والدّهــر.

الكاتب: الأستاذ عبدالكريم فضلو العزام





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع