زاد الاردن الاخباري -
انتهى حلم الوصول إلى البرازيل... لم يعد من متسع لشعار "يلا عالبرازيل"... خمسة أهداف أورغوانية كانت كفيلة بإنهاء المشوار حتى قبل المباراة الأخيرة يوم الأربعاء المقبل، التي يخوض فيها النشامى مباراة الإياب في مونتيفيديو، وهي على الأرجح، في ضوء نتيجة مباراة أمس، ستكون عبارة عن رحلة ترفيهية، يبتهل الجمهور إلى الله أن لا تكون الخسارة بنتيجة أكبر من 5-0.
خسارة مؤلمة لم يسجلها التاريخ منذ العام 1985... لم يخسر المنتخب الوطني على أرضه بهذه النتيجة الفادحة، رغم أنه خسر 0-6 في التصفيات الحالية لكن كانت أمام المضيف الياباني.
من يتحمل مسؤولية الخسارة الكبيرة والقاسية التي آلمت الجماهير الأردنية في الملعب وأمام شاشات التلفزيون؟.. من المسؤول عما جرى وخروج الجمهور مغموما مقهورا رغم أنه قدم من محافظات بعيدة لمشاهدة أداء أفضل ونتيجة مقبولة؟... من المسؤول عن تحويل حلم البرازيل إلى "وهم" وتغيير مسار النشامى من لاعبين إلى متفرجين في النهائيات المقبلة صيف العام المقبل؟.
كان الجمهور ينتظر الأفضل.. صحيح أن الحارس الأساسي عامر شفيع موقوف بسبب الانذار الثاني، وأن المدافع أنس بني ياسين مصاب كذلك الحال بالنسبة للظهير الايسر محمد الدميري، لكن هل التشكيلة الاساسية التي خاضت المباراة كانت الاكثر مثالية؟.. هذا ما سأل عنه الجمهور أمس.
المدير الفني للمنتخب الوطني حسام حسن كان "يلعب بالنار" منذ البداية، كان يظن أن المنتخب ما يزال في بداية مشوار التصفيات، كان يبحث عن التجديد والتغيير في المكان والزمان غير المناسبين، ولا عجب أن المنتخب أصبح حقلا للتجارب فغاب الاستقرار عن التشكيلة، وبات المنتخب الوطني يلعب في كل مباراة بتشكيلة مغايرة.
يوم أمس كان الحارس محمد شطناوي يقف بين خشبات المرمى.. تم اختباره في سبعة مواقف حقيقية لكنه فشل في خمسة منها، وكان الأجدر أن يكون الحارس الاكثر خبرة لؤي العمايرة بين خشبات المرمى.
الخط الخلفي... حدّث ولا حرج.. فقد اختار المدرب أربعة مدافعين يلعبون للمرة الاولى مع بعضهم البعض، البعض شارف على الاعتزال "حاتم عقل وشريف عدنان" والبعض يلعب احتياطيا في فريقه "طارق خطاب" والبعض لم يثبت حضوره في مركزه "عدي زهران".. أين قلب الدفاع محمد مصطفى؟ ولم يجلس لاعب مثل شادي أبو هشهش على مقاعد الاحتياط ويشارك بدلا منه لاعب لم يلحظ أحد دوره في "تدمير" الهجمات المنافسة؟.
مهاجم محترف في أوروبا بوزن ثائر البواب يجلس على مقاعد الاحتياط... يا للعجب! هكذا قال كل من تابع أداء ثائر بعد أن نزل إلى ارض الملعب، والحال انطبق على اللاعب مصعب اللحام، وبحق كان عدنان سليمان "عدوس" اللاعب الافضل في الملعب بين صفوف النشامى.
المدرب صاحب الحق في اختيار اللاعبين وتحديد أدوارهم... كلام لا خلاف عليه، لكن المدرب لا يقرأ جيدا قدرات اللاعبين ولم يمتلك بعد الرؤية الكاملة لوجوده في الأردن منذ أربعة اشهر قضى نصف هذه المدة مترحلا بين الأردن والخليج ومصر... غابت الخبرة عن الملعب في حدود كثيرة.. لم يدر اللاعبون ماذا يفعلون... كرات عرضية تتهاوى داخل منطقة الجزاء بذات السيناريو... وفي النهاية الكرة تستقر في مرمى الشطناوي.. باختصار لغة الاتصال بين الحارس والمدافعين.
كانت "مقامرة" وليست "مغامرة" والقراءة الفنية قبل المباراة وخلالها كانت سيئة.. كلمات لم تكن مفهومة... "لا نخشى حتى البرازيل"، مع العلم أننا يجب أن نخشى من جميع المنافسين قويهم وضعيفهم... هكذا يقول خبراء الرياضة.
من فهم ادوار اللاعبين بعد التغييرات الارتجالية... ما هي ادوار اللاعبين احمد هايل وثائر البواب ومصعب اللحام وراكان الخالدي وجميعهم من المهاجمين او لاعبي الوسط المهاجمين؟... هل كان المنتخب يلعب امام ماينمار أمس؟.
خسارة بالخمسة كانت أشبه بـ"الصفعة" لطموحات كل نشمي ونشمية قطعوا مئات الاميال وتحملوا الكثير لمؤازرة الفريق.. خرجوا يضربون اخماسا في اسداس.. صحيح أن بعض الفرص اتيحت للمنتخب الوطني لا سيما تلك التي اطاح بها احمد هايل في بداية الشوط الثاني، لكن المنتخب أدى دور "الحمل الوديع" أمام "السكين الاورغوانية"، ولعل انخفاض مستوى سواريز في مباراة أمس حال دون ارتفاع غلة الاهداف الاورغوانية في مرمى شطناوي.
لاعبون خارج اختيارات المدرب وعلى رأسهم عامر ذيب الذي في مقدوره العودة في مباراة الإياب وحسن عبدالفتاح الذي كان هو الآخر من أعمدة المنتخب، وكذلك باسم فتحي ورائد النواطير اللذين كانا بحاجة إلى تفهم معاناتهما من الجلوس على مقاعد الاحتياط.
مرة جديدة.. سيجلس النشامى على مقاعد المتفرجين والفضل يعود إلى قرارات خاطئة من الجهاز الفني، لأنه كان بالامكان افضل مما كان، رغم أن المنافس سادس العالم من حيث التصنيف الدولي.
تيسير محمود العميري- الغد