رحم الله الحُسين الذي أحببناه ... وبأرواحنا فديناه ... وعلى كل الدروب سيرنا على خطاه ... وخطوه بخطوه خطينا معاه ... حتى جاءت سكرة الموت بالحق ففقدناه ... وقلنا هذا ما قدره الله وقضاه ... وبقلوب يعتصرها الألم والحزن ودعناه ... وبعيون شعورها الحنين إلى ذاك الملك بكيناه ... فإلى جنان الخلد بإذن الله منتهاه ... ستبقى دائماً في البال ... في كل الظروف والأحوال ... راسخاً رسوخ الجبال ... يا ملهم الأجيال ... ومحقق الآمال ... يا سيد الرجال ... وصانع الأبطال ... ستبقى فينا ما حينا ... وذكراك لن تنسى ... فهذا محال ... محال ..الاستقلال هو من رعاه ... والأردن هو من بناه ... ومضى في مسيرة الأردن ومضينا كلنا معاه ... وأخذ على نفسه العهد أن كل الشعب ابنه وأخاه ... وقلنا له امضي بنا آبا عبدا لله ... ولكل خير للأردن وأهله تراه... مدافعا عنا في كل محفل أو موقف دون مُحاباة ... جنديا شجاعا ذو موقف واضح كل الدنيا تخشاه ... وزعيما محنك كل الشعوب تتمناه ... وكل الولاء والإخلاص أعطيناه ... فحبك في قلوبنا مع حنين الأمومة رضعناه ... فقلنا له سيدي إن هذا الشعب كله معاك ... فوقف بشموخ الجبال وقال من قال إنني لست معاه ... فهذا الشعب في قلبي ووجداني وأسعى جاهدا لتحقيق رضاه ... فليس لي في هذه الدنيا غاية سواه ... فهو النفس الذي تنفسناه وهو الشعب الذي عشقناه ... وأخذت عهداً على نفسي أن أحقق ما استطعت لهذا الشعب مبتغاة ... وأن يهنئ بعيشه أكثر بإذن الله مما توقعناه ... ولكن هذا قدر الله ... فبلمح البصر فقدناه ... وقلنا رحم الله آبا عبدا لله ... وأسكنه فسيح الجنان ... وجزاه عن هذا الشعب وهذه الأمة خير الجزاء ... رحم الله الحسين الباني ... والأب الحاني ... ووفق مليكنا عبدالله الثاني ... لما يحبه ويرضاه ...