قبل ايام ذهب مشيا الى قطف ثمار الزيتون من حقل يقع في وادي يبعد ثلاث اميال عن منزله المختار وفي المساء وبعد ان جمع ما امكن من حبات الزيتون ذهب الى راعي يقطن بالقرب من الحقل طالبا منه ان يعيره حماره لينقل عليه ما قطف من ثمار وسيعده اليه صباح اليوم التالي في نفس المكان فرد عليه الراعي سيدي المختار اخرج الى المرعى مع شروق الشمس على الندى و زقزقة العصافير احمل عليه الماء والاكل وبعض الاشياء التي احتاج فقال له المختار ساعيده لك مع صياح الديك قبل ان تخرج للمرعى من المراح فرد الراعي لدي حمار فرس اخاف ان لا تتمكن من السيطره عليه.. قال المختار لم تعد العضلات سلاح بالحكمه والعقل تخرج من الاوكار الضباع.. فرد عليه الراعي توكل على الله.. غادر المختار وحمل على الحمار الثمار وفي صباح اليوم التالي طل من راس الجبل حجب بطلته المكفهره عن الراعي اشعة الشمس وعلى كتفه الخرج وقال لم اتمالك نفسي وجلست ارضا بعد ان تاكدت ان مرياعي قد ضاع وبعد دقائق وصل المختار وقال لقد سرق اللصوص حمارك ايها الجار.. احتار الراعي ولم يجد ما يقول.. لملم الراعي نفسه واعتبر ان ما جرى له قضاء وقدر ولم يذق طعم النوم لايام وهو يفكر كيف سيحمل الماء والطعام والشاي وصار يهلوس مع نفسه لم اكمل بعد ثمن الحمار لقد اشتريته دين وبقي في ذمتي من ثمنه مئتي دينار فلم يأتي بعد موسم بيع الطليان لاسد ما تبقى في ذمتي من اموال.. لم تمر ايام على فقدان الراعي للحمارحتى اتاه رجل يحمل انذار عليك ان تراجع المتصرف ايها الراعي فذهب في اليوم التالي فوجد ان من اشتكى عليه ابن المختار لقد اكلت حلالك ايها الراعي اشجار زيتون المختار وعليك ان تدفع ثلاثمايه وخمسون دينار اتصل الراعي بالمختار فبعث ولده للراعي المختار.. وطلب منه ان يختار نقدا او يخرج له خاروف وعابوره من الحلال فقال الراعي لماذا حلالي هي التي اكلت اشجارك هناك كثير في المنطقه ممن يربون الحلال رد ابن المختار انت اقرب شخص الى حقلنا يا جار سالت دموع الراعي وانهار ...ايها الراعي عد الى اهلك في الصحراء قبل ان تفقد باقي الحلال.. الصحراء كريمه رغم انها جافه وستجد فيها السكينه والاطمئنان لقد باع حمارك في السوق السوداء المختار...ايها الراعي لا تحزن ولا تحتار لقد استبدلنا الاخلاق بالدولار... لك الله ايها الراعي... لقد زين نفُر اسمك باب الدار يالمختار