لقد عرفناك منذ اليوم الأول لتسلمك رئاسة الحكومة أنك لا تخشى في الحق لومة لائم وأنك تضع الله والوطن في قلبك ووجدانك من غير أن تبحث عن شعبية مؤقتة سعى اليها رؤساء كثيرون من قبلك وأنت قادر على تحقيقها لو شئت .. فقد جئت من رحم الأرض لتنقذ الوطن وتتحمل مسئولية الاصلاح في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمرّ بها البلاد ومرحلة دقيقة وحساسة في مسيرة اردننا الغالي .. فعقدت العزم على حمل المسئولية متوكلا على الله ولو كلفك ذلك فقدان تلك الشعبية .
لقد تحملت دولتك من الانتقاد والتجريح ما لا تقدر على حمله الجبال سواء تحت قبة البرلمان أو خارجه .. ولم تسلم ايضا من الشارع الذي لم يكن مدركا لحجم المسئولية المناطة بك ولا من الأقلام الهدامة التي لا يعجبها ولن يعجبها أحد .. كنت أقرأ لعدد من النقاد السلبيين في الصحف والمواقع الالكترونية المفطورين على السوداوية فخلصت الى أنهم يكتبون لأجل النقد فقط .. فلا كتاباتهم تقدم حلا ولا هم يدعمون مسيرة الخير التي تحتاج الى مزيد من التلاحم والتماسك بين الشعب والدولة .. حتى الخلافات البيتية اصبح الأزواج يعلقون أسبابها وتداعياتها على الحكومة .
لكنك أبا زهير وبعون الله ودعم المخلصين وعلى رأسهم مولانا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وأعز ملكه استطعت بحنكتك العالية وموهبتك الفذة وصدرك الواسع أن تفشل مخططات ومقاصد من يتربصون بك وبحكومتك وأن تنجح وتتخطى كل الصعاب التي واجهتك لتعبر بالبلاد نحو الاستقرار الذي يؤسس لانطلاقة جديدة وناجحة ستظهر ثمارها ونتائجها في المرحلة القريبة بمشيئة الله تعالى .
لقد عرف عقلاء الناس بعد وصولك سيدي الرئيس الى الدوار الرابع ان الكارثة كانت وشيكة وأنها ستدمي شعبنا لولا اجراءاتك الاحترازية المباشرة التي سارعت بها لانقاذ الاردن وهو يقف أمام خيارات صعبة وفي مواجهة أزمة مالية عاصفة كانت ستطال كلّ جزئية من جزئياته لو انسقت وراء التهور والاندفاع غير المحسوب لدى البعض والتي ستؤدي لا سمح الله الى تدهور قيمة الدينار الاردني امام العملات الخارجية .. وحينها ستكون الطامة الكبرى التي لا يستطيع المواطن تحملها في مواجهة ما قد سيحدث من تضاعف للاسعار وارتفاع للحياة المعيشية التي لن تطاق .
واني ومن موقعي كاعلامي أطمئن دولتك بأن المواطن الاردني بوعيه واحساسه بدأ يدرك صحة وسلامة كل خطوة قمت بها واصبح متفهما لكل الاجراءات التي اتخذتها والخطط التي نفذتها والتحديات الصعبة التي واجهتها .. وهو واثق ومؤمن بعد الآن بكل ما يصدر عنك من قرارات حكيمة تصل بالاردن الى شاطيء الأمان وسط الأمواج المتلاطمة التي تحوم من حوله .. واني لمتأكد بأنّ التاريخ سينصفك بعد أن تتضح الآثار الايجابية والنتائج الملموسة لبرامجك السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي جنّبت الاردنيين من مأساة حتمية ذات انعكاسات سلبية وقاسية على حاضرهم ومستقبلهم .
وختاما نثمن كمواطنين مساعيكم المخلصة وخطواتكم الشجاعة وادارتكم الحكيمة ونزاهتكم الطاهرة التي يشهد لها القاصي والداني من غير أن يختلف عليها اثنان .. ونقول لدولتكم سر وعلى بركة الله ولا تأبه لأصوات ومقالات وردود من لا يدركون مصلحة البلاد ولا يروق لهم عزة واستقرار الاردن ولا يشكرون على ما أسداهم المولى من بركات ونعم .. سائلين الله عزّ وجل ان يحفظ وطننا بقيادة جلالة سيدنا ومولانا الملك عبدالله الثاني المعظم وأن يعين ويوفق دولة رئيس الوزراء الأفخم الدكتور عبدالله نسور لما فيه خير الوطن والمواطنين انه سميع مجيب الدعاء والحمدلله رب العالمين .