زاد الاردن الاخباري -
لا يقال فيه الا انه عمود من ركائز الدولة الأردنية، وعنصر اتزان بجانب الجهابذة الذين وقفوا مع الملك الراحل "الحسين بن طلال" طيب الله ثراه، ولم يقف عند ذلك الحد، بل عاصر الملك الشاب عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله تعالى، وقاد مسيرة مجلس الأعيان، مجلس الملك والاتزان والمرجعية السياسية، وكان العمود الفقري في اعادة صياغة الدستور في ذروة الربيع العربي، في وقت طأطأ الكثيرون من رجالات الدولة رؤوسهم خوفا من انقلاب المشهد، قياسا على مشاهد تونس ومصر وليبيا واليمن.
شهدت له لقاء على طعام غداء في بيت نذير الحسنات في وادي موسى قبل عدة أشهر، وجالسته في بيت النائب السابق الدكتور هاني النوافلة، يتميز بالهدوء، وكلماته متزنة، ومن يقف أمامه يشعر بمكانة ووقار هذا الرجل.... لا أحد ينكر أنه قدم الكثير نائبا، ووزيرا، ورئيس وزراء، ورئيس مجلس نواب، ورئيس مجلس أعيان، وعلى طول خدمته للدولة الأردنية في مسيرة تجاوزت الاربعين عاما، تميزت بالنزاهة والشفافية والعطاء.
في جمالية العلاقة بين الشعبين الاخوين الاردني والفلسطيني، كان أبو نشأت مثالا لقوى الترابط، والنسب، وثباتية أواصر هذه العلاقة، ........... بالأمس غادر أبو نشأت رئاسة مجلس الأعيان، وأبدى استعداده بالصمت أمام من سأله عن رئاسة الحكومة القادمة، "لما ييجي الصبي ... الخ".
لا شك أن أبو نشأت عقلية اقتصادية سياسية فذة بجانب خبراته العظيمة.. اننا اليوم بأمس الحاجة لأن نجد شخصا بهذه المواصفات ليمسك ملف التنمية الاقتصادية، وبأمر من جلالة الملك حفظه الله تعالى، نعم نحن بحاجة الى ذلك، فالمؤشرات الاقتصادية خطيرة ما لم نقف في صف واحد، ونضع هدفا وسبل تنفيذه ضمن فترة زمنية محددة.
رجل من طراز أبو نشأت قدم الكثير ولديه الكثير ليقدمه، جدير به أن يختم مشواره السياسي بتقديم حلول على شكل خارطة طريق، من أجل الاصلاح الاقتصادي.
محمد الفرجات