زاد الاردن الاخباري -
وليد المدني - حطب للبيع
=======
تحت ضوء الشمس وفي وضح النهار وأمام الله وخلق الله , تتكدس أكوام حطب البلوط والبطم والسنديان والسرو على كافة الطرق.
تجهز وتقطع لتغري من لا يريد الشراء قبل من يريد , التسعيرة تكاد تكون ثابتة , مائة وخمسون ديناراً للطن الواحد , من الناس من ينبه إلى أساليب الغش المتبعة عند بعض الباعة , فيمرر بعض قطع الخشب الرديئة في وسط الميمعة.
نتحدث إذاً كما لو كنا عن سلعة تجارية شرعية , وهنا يخطر ببالي السؤال ذاته : من أين هبطت هذه البضاعة ؟ أوليست مما تبقى لنا من غابات تتآكل باضطراد , فإذا كان مسؤولونا يعلمون فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم.
الحل بسيط يا سادة , وسيبقي لنا غاباتنا كما هي بل أفضل , وسنرى هذه الأكوام وعشرات مثلها من دون مساس بثروتنا . كيف ذلك ؟
الأشجار الحرجية هي كغيرها من الأشجار , بحاجة إلى نوع من الرعاية , نحن لا نريد سقايتها فهي تكتفي من مياه الأمطار , بل نريد تقليمها على إرتفاع مترين بحضور وعلم من وزارة الزراعة , وأجزم أن كل الأغصان التي ستقطع لن تؤثر على نمو الشجرة بل ستفيدها كثيراً , وفي ذات الوقت سيستفيد الجميع من هذه الأغصان والذي يساوي قطر بعضها قطر الشجرة الأم , وحتى لو لم يكن ذلك فالساق نفسه بحاجة إلى تقطيع.
إن الإنسان عندما يحصل على حاجته فهو قطعاً سيكتفي بذلك ولن يلجأ للقطع لأنه لم يعد بحاجة إليه أصلاً ما دام أنه قد حصل على مبتغاه جهاراً نهاراً.
هذا هو الحل بنظري , أما أن تبقى الأمور أسود أو أبيض , فلن تستطيع أكبر دول العالم السيطرة على غاباتها من القطع , وسيجد من يقدم بذلك , كثيراً من المبررات الأخلاقية والدينية والإجتماعية وكلها بسبب الفاقة والعوز.