زاد الاردن الاخباري -
يتقبل المجتمع خيانة الرجل لزوجته وكأنها شئ عادي أو نزوة يتعرض لها الزوج من فترة لأخرى وسرعان ما تعود المياه إلى مجاريها عندما يثوب الزوج إلى رشده لينعم بزوجته وأولاده بعد أن يندم على ما فعله ، وكثيراً ما تتقبل المرأة هذا الأمر علي أنه شيء عابر بحجة أن الرجل يعود إلى بيته فى النهاية .
وبالرغم من بشاعة هذه الفعلة التى يجرمها الشرع ويساوي فى عقابها كلاً من الرجل والمرأة ، إلا أن ثقافة المجتمع لا تجرم خيانة الرجل كما يجب ولا تعاقب عليها وتنبذ فاعلها بقدر ما يحدث مع المرأة الخائنة ، وسواء كانت الخيانة من الزوج أو الزوجة فالمسمي واحد وجرم فادح.
وسائل الإعلام
وبعيداً عن الأفكار التى يفرضها المجتمع فى أعرافنا نحن البشر ، لا يجب أن ننكر أن العقل البشري لا يستطيع أن يقبل فكرة خيانة امرأة لأنها الزوجة والأم وفطرتها السليمة لا تقبل بأن يكون فى حياتها سوي شريك واحد فقط ، ومع ذلك هناك زيادة فى نسبة خيانة الزوجات، وربما كانت الخيانة هي أحد أسباب زيادة معدلات الطلاق فى مصر والمجتمع العربي كله ، ووجهت دراسة مصرية للباحثة "عائشة مصطفي" بمركز دراسات المرأة أصابع الاتهام إلي الأفلام والمسلسلات العربية وأنها المسئول عن التفكك الأسري والخيانة الزوجية.
وأشارت الباحثة عائشة مصطفي خلال الدراسة إلى أن 80 % من حالات الطلاق ، سببها مشاهدة 48 مسلسلا تليفزيونيا و 15 فيلما عربيا ، عرضت خلال السبع سنوات الماضية ، مؤكدة أن نسبة الخيانة الزوجية بلغت 33.5 % ، لأن الحبكة الدرامية في هذه المسلسلات والأفلام تدور حول حتمية وجود علاقة ما بين الزوجة والصديق أو زميل زوجها والعكس صحيح ، إلي حد ارتكاب المعصية والوقوع في بئر الخيانة.
ويؤكد د. هشام حتاتة استشاري الطب النفسي – جامعة عين شمس أن هناك زيادة ملحوظة فى نسبة خيانة الزوجات الأمر الذي لم يحدث بهذه الصورة خلال العام الماضي ، والزوجة التى تلجأ للخيانة وتعطي مشاعرها لرجل آخر غير زوجها تعاني من اضطراب أو مشكلة نفسية لأنها ضد طبيعة وفطرة المرأة السليمة .
وعن مدخل الخيانة يقول د. حتاتة : أن غالباً لا تبدأ الخيانة كخيانة ، ولكنها تنشأ بأن يحكي أحد الطرفين مشاكله وأسراره الخاصة للآخر سواء في مجال العمل أو غيره ، وسرعان ما يتطور الأمر من مكالمات إلى احتواء عاطفي إلى حب إلى علاقة جسدية ، ولكن الخيانة سواء كانت من الرجل أو المرأة حسابها واحد عند الله ، ولكن يجب أن نشير إلى أن "العلم النفسي للإناث" يؤكد أن المرأة بطبيعتها النفسية لا تحب إلا شخص واحد فقط ، وأكبر دليل على ذلك هو الشرع الذي أقر زوج واحد فقط للمرأة ، وسمح للرجل بالتعدد ، نظراً لاختلاف قدرته النفسية والذهنية التي من الممكن أن تستوعب أكثر من امرأة ، إذا لا تجيد المرأة تقسيم مشاعرها ولا تقدر على ذلك ، ولا يمكن أن يكون في حياتها زوج تحبه ورجل آخر يستمع ، وإذا ارتبطت بشخص عاطفيا بالتالي ستكره زوجها وأولادها أيضاً وتلجأ للتبرير والكبت والإسقاط .
ولكن ما يحدث عندما تلجأ المرأة للخيانة تعطي لنفسها العديد من المبررات مثل : "زوجي مسافر باستمرار" ،"زوجي متبلد المشاعر" ، "زوجي مشغول" ، "زوجي لا يتحدث إلي ولا يسمعني" وغيرها من الأعذار التي تستسلم معها للخطيئة ووساوس الشيطان ، ويشير د. حتاتة إلى أن الزوجة والأم التي تلجأ للخيانة بهذه الحجج تعانى من خلل نفسي نتيجة عدم الشعور بالقناعة أو الرضا ولا تتسم بالتسامح لأن بعض الزوجات يعاقبن أزواجهن بالخيانة على فعل ما ارتكبه فى الماضي .
ويشبه د. حتاتة المرأة الخائنة الرافضة لطلب الطلاق بالإنسان الذي يؤدي كل فروض الصلاة وليس لديه أخلاق ولا يتحلي بأخلاق الإسلام ويجهلها تماماً ، ويرفض أي سبب كدافع أو مبرر للخيانة ولكنه فى الوقت نفسه شبه الزواج بالإدارة أو المؤسسة يديرها الرجل "بالقوامة" وهذا يعني أن الزوج يجب أن يكون لديه القدرة على الإدارة الاحتواء والمشاركة وحل المشكلات ، نفس الشئ ينطبق على الزوجة التي يجب أن تتحلي بالصبر في الظروف الصعبة و تتحمل انشغال الزوج بالعمل أو غيره ، ويكون لديها القناعة والرضا ، والإنسانة الضعيفة هي التي تلجأ لغير زوجها كي يعوضها عن ما تفتقده في بيتها.
وما يحدث خلال الخيانة هو استسلام الإنسان للعقل الباطن المليء بالوساوس والأخطاء ، وفي لحظة الضعف يفكر الإنسان بعقله الباطن ، وشبه فرويد العقل الباطن بالجبل الثلجي لا يظهر على سطح الماء منه سوي جزء بسيط وهو "العقل الواعي المدرك" والباقي تحت الماء "العقل الباطن" وهو الجزء المليئ بالحيل الدفاعية ، ومن يقع بكبوة الخطيئة لا يري بعقله الواعي كي لا يشعر بتأنيب الضمير أو أي ذنب، ولكنه ينكر الخطأ عن طريق كبت هذه المشاعر فيبدأ بالتبرير أو الإسقاط وهذا ما تقوم به المرأة لتظهر بصورة الضحية .
ويقسم د.حتاتة الخيانة إلى نوعين ، صنف يلجأ إلى جلد الذات بتأنيب الضمير فتصاب المرأة بالاكتئاب أو الكبت والوسواس القهري ، أو الصنف الآخر وهى المرأة التي تقوم إلى تسكين ضميرها تماما ، وهذه الشخصية ليس لديها سوي الكذب والغش والخيانة ، وبذلك تؤذي نفسها ومن حولها وهذه الشخصية هي التي تتمادي في الخطأ وتقع في العلاقة الكاملة .
وينصح د. حتاتة بأن أي بداية لصفحة جديدة يجب أن تكون بالاعتراف بالخطأ والابتعاد عن المؤثر والشخص والبيئة التي تساعد على الخيانة ، والتفكير بطريقة واعية بالدوافع التي ربطتها بهذا الشخص ، والابتعاد عن أصدقاء السوء لأن هذا الأمر لا يقتصر على الأطفال أو الشباب فقط لأنهم كالشياطين "المرء على دين خليله".
لهنّ - أسماء أبوشال