أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الامن يوضح حول الفيديو المتداول لمشاجرة فتاة وسائق تكسي العدل تنفذ أكثر من 10 آلاف محاكمة عن بعد خلال أيلول الأردني الجعفري إلى نهائي بطولة العالم للكاراتيه اثر خلاف مروري .. فتاة تعتدي بالضرب على سائق تكسي وتخلع نمرة السيارة في عمان الأردن يعلن تضامنه مع الكويت بحادثة سقوط الطائرة الاحتلال: إصابة 38 جندي خلال الـ24 ساعة الماضية معبر الكرامة مغلق يومي الجمعة والسبت زيلينسكي: وضع ساحة الحرب يتيح فرصة إنهائها العام المقبل الطاقة: دعم تركيب الأنظمة الشمسية “منحة” وليس خصما من الشركات باريس تستضيف المؤتمر الدولي لدعم لبنان في 24 تشرين الأول غالانت: الرد الإسرائيلي على إيران سيكون "فتاكا ودقيقا ومفاجئا" بوليفيا تنضم إلى دعوى "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد إسرائيل وكالة الأنباء السعودية: الملك سلمان تماثل للشفاء من التهاب في الرئة المنتخب الوطني ينهي تحضيراته لمواجهة كوريا الجنوبية وزير الخارجية يبحث مع نظيره البريطاني ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان فورا انطلاق بطولة كأس نادي عمان للجولف الجمعة روسيا: لا سلام إذا انضمت أوكرانيا للناتو إطلاق الخدمات الإلكترونية كافة المتعلقة بدائرة الأراضي نهاية 2025 اتفاقية لبناء محطة رصد زلزالي في العقبة من هو القيادي الذي اغتاله الاحتلال بنابلس
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة آثار غياب العدالة في الأردن

آثار غياب العدالة في الأردن

30-11-2013 09:53 PM

من دعائم قيام أي مجتمع إنساني، عدل يستقيم به نظامه الاجتماعي، وبه يتدرع الحاكم، ويطمئن إليه المحكوم، ويعمل في ظله العامل، ويخضع لحكمه البار والفاجر، ويستمتع بسلطانه كل من استقام في سلوكه ومعاملته، ويستجيب في ظله كل من انحرف عن جادة الصواب.
بالعدل تتحقق المودة بين الناس، و تتواصل القلوب المتنافرة، و تترابط النفوس الضعيفة، و يتعاون الناس على نوائب الدهر، و يستطيعون التغلب على الصعوبات، وحل الأزمات، ومواجهة الكوارث، وتمنع العداوات التي تؤجج نيران القلوب الحاقدة.
ربما في دولة العدل لا توجد مساحات لتناقل الأخبار السيئة فقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قدم المرزبان (رسول كسرى) الى المدينة يريد مقابلة امير المؤمنين عمر رضي الله عنه
فأخذ يبحث عن قصر الخلافة وهو في شوق الي رؤية ذلك الرجل الذي اهتزت خوفا منه عروش كسرى وقيصر...
ولكنه لم يجد في المدينه قصرا ولا حراسا فسأل الناس :
أين أمير المؤمنين عمر؟ فقالو لاندري ولكنه لعله ذاك النائم تحت الشجرة
فلم يصدق الرجل ماسمع فذهب اليه فإذا به
عمر رضي الله عنه قد افترش الأرض والتحف السماء وعليه
بردته القديمه فوقف المرزبان مشدوها مستغربا وقال قولته المشهور
(( حَكَمت ... فعَدلت ... فأمِنت ... فنِمت ... ياعمر
وكان الفاروق رضي الله عنه يتحري العدل حتي يكون اهلا لخلافة المسلمين
بالعدل يستعيذ الضعيف قوته، ويحصل المظلوم على ما سلب منه، وبه ينال كل ذي حق حقه، وبه يشعر المرء بكرامته، وبه تتحقق المودة والوئام بين الناس، وفي ظلاله ينتشر التسامح، وتسود المحبة.
من المعروف أن العدل هو ميزان الوجود في هذه الحياة، وأن المودة والوئام والمحبة هي الصلة التي تربط بين الناس في حياتهم، فالعدل قرين المودة والمحبة والوئام في أي مجتمع، فهو قوام النظام الاجتماعي، وبه تتحقق الرابطة الاجتماعية بين الناس، وبواسطته تتضافر جهود الأفراد والجماعات، لبناء المجتمع والنهوض بالتنمية.
فالمجتمعات البشرية الفاضلة تتواصل بالمحبة الجامعة التي تربط القلوب، وتوثق الصلات بين النفوس، فلا تتنافر، ولا تتنابذ ولا تتخاصم.
وإذا كان العدل هو ميزان الوجود في هذه الحياة فإن الإحسان إلى الناس قرين العدل، ولذلك قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان بالأمر بالعدل، قال الله تعالى:” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون".
والتسامح كذلك قرين العدل، في بناء المجتمعات الإنسانية الصالحة، فإن من يتسامح في بعض حقه، ويؤثر العفو على النزاع، إنما يفعل ذلك بدافع من حرصه على المحافظة على حقوق الآخرين، حتى لا يقع الإنسان في شطط أو مجاوزة لحدوده، ومن يتنازل عن بعض ماله من حقوق، إنما يفعل ذلك ليحمي المودة التي بينه وبين الناس، فيحول بذلك بين إثارة الضغائن والفتن والأحقاد، ولقد كان النبي عليه السلام يأمر بالقصاص إن كانت الجريمة توجبه، ولكنه بعد الحكم به يدعو من له القصاص إلى العفو لكيلا يكون العفو ناتجاً عن ضعف، بل يكون وفي يد العافي حق إيقاع العقاب الذي أعطاه الشرع إياه.
إنه لكي يكون المجتمع قائماً على المحبة وارتباط القلوب ببعضها، فلابد من العمل على تحقيق العدل في أوساط أفراده، للحد من إثارة البغضاء والكراهية، فليس هناك ما يذهب بقوة الأمة ويضعف هيبتها، ويحطم آمالها إلا إثارة الأحقاد والضغائن في أوساطها، في غياب العدل.
فإذا كانت الأحقاد والضغائن هي السائدة في المجتمع، وهي الموجهة لعلاقات الناس ببعضهم فلن يستقيم الأمر لأحد، لأن كل فرد يتربص بالآخر، وكل طائفة تتحين الفرص للإيقاع بالطائفة الأخرى، وكل حزب له رؤيته التي تختلف مع الأحزاب الأخرى، فيزعم أنه على حق، وأن غيره على باطل.
والحكومة الأردنية تتجاهل أصوات الملاييين من المواطنيين الذين يطالبون بالعدل والقصاص من الثعابين الذين عاثوا في فساداً ، إلا أن حكومتنا تتجاهل كل النداءت وتُصر الإعتداء على قوت المواطن البسيط وتتعذر بذلك في الأزمة الإقتصادية وثورات الربيع العربي .
وفي غياب العدل يصبح الناس جميعاً في هم دائم، يدفعهم الحقد إلى تمني زوال النعم عن غيرهم، وبذلك يكونون سبباً في شقاء من يحقدون عليهم، وعندها يعم الشقاء عموم الناس في المجتمع بأسره، لأن كل واحد منهم يحقد على الآخر، فتجمد عيونهم فلا يرون الحق حقاً والباطل باطلاً، وتقسو قلوبهم فلا يرحم بعضهم بعضاً، ويزداد الحرص على الدنيا والتكالب عليها، والإصرار على الذنب،وهو ما حذرنا منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله:” أربع من علامات الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار على الذنب".





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع